الزبير نايل يكتب … الموج الأزرق تبتلعه الدلتا.
والبلاد تتنفس ضيقا وتشهق على رصيف الوجع.. تنام وتصحو على تجاذبات ساسة كأنما رضعوا من ثدي العذاب لينزعوا كل بسمة من شفاه هذا الشعب الذي أضناه طول الانتظار للفرح .
بهذه الخلفية الداكنة أبحر المحارب الأزرق مع تيار النيل إلى أرض الكنانة لمنازلة فريق الأهلي أملا في الصعود إلى ربع النهائي لدوري أبطال إفريقيا ليبلل حلوقا عطشى وهي جاثية عند ضفة النهر..لكن القاهرة لم تكن حفية بضيفها، حيث توهج استادها باللون الأحمر وكأنها تدخل حلبة مصارعة الثيران، وقرعت طبولها كأنها حرب البسوس، وبذلت كل هتاف صاخب ممكن منذ وقت مبكر..
وسط هذه اللجة نزل المحارب الأزرق لا تسنده هتافات غير أصداء ٍ تأتيه من أغوار بعيدة.. من ملتقى النيلين.. من قبة الإمام.. ومن نفوس تعتمل بالأمل..ومآق تمتلئ بدمع الرجاء.. صلى الناس التراويح وعاشقو الموج الأزرق يرددون سرا دعواتٍ عساها تهبُ أنساما من الشمال ترطب بقية أيام رمضان..
ولتجعل طعم المشروب الرمضاني الشهير (الحلو مر) قاصرا على نصفه الأول. لكن المشهد تحول عند عشاق الموج الأزرق إلى تراجيديا بثلاثة أهداف عصفت بكل أمل، رفض معها الفرح أن يبحر جنوبا لتنام الخرطوم دامعة العينين..