
اندونسيا تلوح بقرار صادم تجاه الفلسطينيين بأراضيها
الرئيس الإندونيسي يُخطط لإجلاء ألف غزّي، لماذا يُوصف هذا القرار
بـ”الخطأ الفادح”؟
أعرب مراقبين عن خشيتهم من أن تكون إندونيسيا، من
حيث لا تدري، تُسهم في “الاستعمار” الإسرائيلي لفلسطين.
ورغم أن الرئيس الاندونيسي برابوو ووزارة الخارجية أكّدا
في كل تصريحاتهما أنه في حال تنفيذ الخطة، فإن الفلسطينيين
سيعودون لاحقاً إلى غزة، إلا أن سميث الهدار المختص بقضيايا
الشرق الاوسط لا يثق بأن هذا الإجلاء سيكون مؤقتاً بالفعل، وحتى
الآن، لم يصدر أي إعلان واضح من جانب إسرائيل يؤكد أنها
ستسمح بعودة الفلسطينيين إلى غزة عندما تتحسّن الظروف.
وعلى الصعيد الخارجي، يخشى محللون أن تؤدي الخطة إلى
احتجاجات دولية، إذ يُعتقد أن نقل سكان غزة يهدد بتقويض
آمال إقامة دولة فلسطينية، فلا أحد يضمن أن هؤلاء
الفلسطينيين سيتمكنون من العودة إلى وطنهم لاحقاً.
اندونسيا تلوح بقرار صادم تجاه الفلسطينيين بأراضيها
ورغم أن وزير الخارجية سوجيونو صرّح بأن هذه الخطة لا تعني
ترحيلاً دائماً، إلا أن سميث أعرب عن شكوكه، مشيراً إلى أن
إندونيسيا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وبالتالي
لا يمكن للبلدين توقيع اتفاق رسمي يضمن عودة الفلسطينيين
الذين سيتم إجلاؤهم.
اندونسيا تلوح بقرار صادم تجاه الفلسطينيين بأراضيها
وذكّر سميث بتاريخ النكبة عام 1948، عندما طُرد ملايين الفلسطينيين
من وطنهم على يد إسرائيل، وقال:”منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948
قُتل مئات الآلاف وطُرد ملايين الفلسطينيين من منازلهم
ولم يتمكّن أيٌّ منهم من العودة حتى الآن.”
وسلطت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الضوء على تشكّك العديد
من الأطراف في أن الحكومة الإسرائيلية ستسمح للفلسطينيين
بالعودة، ولهذا السبب لم تُبدِ أي من الدول المجاورة
استعداداً لاستقبالهم.
بين البحث عن “حياة كريمة” و”التمسك بالأرض”، كيف يرى بعض
الغزيين فكرة مغادرة القطاع؟
ماذا بعد رفض ترامب الخطة العربية لإعمار غزة؟
صحيح أن دولاً مثل مصر وتركيا وقطر والإمارات تستقبل
مصابين من غزة لأغراض علاجية، لكن سميث شدد على
أن هذه الدول وافقت على استضافة الجرحى ضمن اتفاقيات
رسمية موقعة، تضمن عودتهم لاحقاً إلى وطنهم.
وقال سميث: “هذا النوع من الاتفاقات ممكن فقط لأن مصر
وإسرائيل طبّعتا العلاقات منذ عام 1979، في حين أن
إندونيسيا وإسرائيل لا تقيمان أي علاقات دبلوماسية”.
وحذّر من أن على الحكومة الإندونيسية أن تكون يقظة تجاه
نوايا إسرائيل، وقال: “ما يجب الحذر منه هو أن تكون خطة
نقل سكان غزة إلى إندونيسيا مجرد خدعة من إسرائيل
والولايات المتحدة – ويجب على إندونيسيا أن تدرك
ذلك – بهدف خلق سابقة”.
اندونسيا تلوح بقرار صادم تجاه الفلسطينيين بأراضيها
وأضاف: “إذا فتحت إندونيسيا أبوابها، فإن باقي الدول
الإسلامية ستفقد المبرّر لرفض استقبال سكان غزة”.
ومن جانبها، اعتبرت تيا أن المساهمة العملية الأفضل
لإندونيسيا هي إرسال فرق طبية ومساعدات إلى مصر
والدول الأخرى التي تستضيف ضحايا الحرب من غزة.
وقالت: “هذا غير منطقي، فالمسافة بين فلسطين وإندونيسيا
بعيدة جداً، فلماذا نعالج الجرحى هنا؟”
يلوح الناس بعلم فلسطين بينما يتجمع السوريون في احتجاج
أطلق عليه اسم “سوريون ضد الاحتلال” للتنديد بالحرب الإسرائيلية
المستمرة على غزة واحتلالها لأجزاء من سوريا وفلسطين في دمشق،
سوريا، في 7 أبريل/نيسان 2025.صدر الصورة،Getty Images
واستنكرت تيا التناقض في الموقف الرسمي، الذي يعلن دعم
استقلال فلسطين، لكنه في الوقت ذاته يُعيد توطين سكان
غزة خارج أرضهم.
وقالت: “تخيّلوا لو أن الاحتلال الهولندي لنا في الماضي انتهى
، وجاءت دول لتساعدنا عبر نقلنا إلى أوروبا، هذا ليس الحل الصحيح”.
وأشارت تيا إلى أن العديد من الدول – ومنها فلسطين – كانت
من أوائل من اعترف باستقلال إندونيسيا بعد الاستعمار.
وبرأيها، كان يجب على إندونيسيا أن تستند إلى دعم أكثر
من مئة دولة تؤيد الاستقلال الفلسطيني، وتدفع باتجاه حل الدولتين.
لماذا تُعتبر هذه الخطة مثيرة للجدل،
وكيف يمكن لإندونيسيا أن تنخرط فيها؟ بدأ الحديث
عن استضافة إندونيسيا لسكان من غزة في التداول
منذ 19 يناير/كانون الثاني، وذلك بالتزامن مع دخول
إسرائيل وحماس المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق
النار ثلاثي المراحل بوساطة الولايات المتحدة
. وفيما كانت المفاوضات تجري للمرحلة الثانية،
بدأت واشنطن في صياغة حل طويل الأمد للصراع
، من بين ملامحه إعادة إعمار قطاع غزة الذي دُمّر جرّاء الحرب