
تفاصيل خفية عن حياة الشهيد محمد على
الشهيد محمد علي عبدالمجيد.. أيقونة الإسناد التعبوي والإعلامي.. رحلة
من جماعة الجو الرطب بجامعة القاهرة فرع الخرطوم إلى ساحات القتال
والعزة والكرامة..
✍️أسامة عوض الله
رأس الرمح
في فترة الحرب هذه معركة العزة والكرامة كان المساعد بالقوات
المسلحة السودانية الباسلة محمد علي عبدالمجيد ، يمثل فيها رأس الرمح
للإعلام التعبوي والإسناد الإعلامي بأشعاره ومفرداته الحماسية والوطنية
والرجولية والبطولية ، وشخصيته وهيئته المميزة المهابة.
التميز والهيبة
كان الشهيد محمد علي عبدالمجيد حينما يطل بزيه العسكري المميز
والمتميز وهيئته وقامته يمثل هيبة القوات المسلحة وقوتها ونصرها.
لم يعرف الناس شيئا عن حياة الشهيد محمد علي عبدالمجيد ، ولكنني
أعرف عن الرجل بداياته حينما جمعتنا تصاريف الأقدار في المرحلة
الجامعية سويا ، وهو كان أمامنا في الجامعة جامعة القاهرة فرع الخرطوم
في نهاية ثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي، لم تكن الجامعة قد
تغير إسمها بعد لجامعة النيلين.
كنت في كلية الحقوق ، وكان الطالب محمد علي – (وقتها كان يعرف
بمحمد علي – بدون عبدالمجيد) – كان يدرس بكلية التجارة ، وكان
معروفا و مشهورا في جامعة القاهرة فرع الخرطوم لأنه كان عضوا في
مجموعة مسرحية إسمها (جماعة الجو الرطب).
كانت (جماعة الجو الرطب) تضم مجموعة من طلبة الجامعة موهوبين
للغاية ومبدعين في الشعر لا سيما الشعر الحلمنتيشي ،والغناء
المنلوجستي، والتمثيل الكوميدي الهادف الذي يناقش ويعالج قضايا
وظواهر إجتماعية.
كانت (جماعة الجو الرطب) تضم الكلية/ محمد علي، وربيع طه (المحامي
الآن والممثل الكوميدي الحالي المعروف)، واكرم (إغترب فورا تخرجه في
الخليج)، وعادل أب جقادو (مغترب منذ زمن في دولة قطر)، ومحمد
موسى (مهاجر بالولايات المتحدة الأمريكية حاليا – والممثل الكوميدي
المعروف ومقدم برنامج الشروق مرت من هنا)، وكان معهم طلاب آخرون
لم يستمروا بعد تخرجهم في طريق المسرح او الإبداع.
كانت (جماعة الجو الرطب) هي النواة التي تناسلت منها فيما بعد
المجموعات والجماعات المسرحية الكوميدية الشبابية التي راحت في
فترة بداية الألفية الجديدة، ولا زالت بعضها موجودة.
بعد التخرج من جامعة القاهرة فرع الخرطوم كلية التجارة ، إلتحق
الشهيد محمد علي عبدالمجيد بالعمل المصرفي بإحدى البنوك الكبيرة
المعروفة.
كانت شخصية محمد علي عبدالمجيد وهو طالب بالجامعة شخصية
متميزة وجادة رغم أنه يشارك في جماعة الجو الرطب التي سمتها
الفكاهة والكوميديا ، إلا أنه كان مختلفا وسط زملائه أعضاء الجماعة.
وفي تلك الفترة وهو طالبا وهو خريجا إلتحق محمد علي بالمتطوعين
الشباب الذين كانوا يساندون القوات المسلحة السودانية الباسلة في حرب
الجنوب.
منذ يومه كان الشهيد محمد علي نسيج وحده ، تميزا وتفردا ، وبصمة في
كل عمل يقوم به .
اللهم برحمتك يا ارحم الراحمين ارحم عبدك محمد علي عبدالمجيد
واغفر له واسكنه فسيح جناتك مع الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء
والصالحين والأبرار والأخيار وحسن أولئك رفيقا.
لا حول ولا قوة إلا بالله ،إنا لله وإنا إليه راجعون.