يوسف عبد المنان يكتب … استقالة فوكلر ومأزق جنيف
ارغم الألماني القصير المكير فوكلر على تقديم استقالته بعد رفضه من قبل الحكومة السودانية بعد مساهمته الكبيرة في إشعال حرب الخامس عشر من أبريل نسيان الماضي كاخر حلقات تخريب الفترة الانتقالية التي لعب فوكلر دورا سالبا في بعثرت الساحة السياسية بتقسيمها إلى كتل متصارعة وبعد أن مزق حتى تحالف قوى الحرية والتغير الذي نصبه فوكلر وصيا على فترة الانتقال.
نجح فوكلر في أحداث شروخ عميقة في المكون العسكري وضرب الدعم السريع بالجيش من خلال تبني حميدتي ودعمه واغرائه حينا برضاء المجتمع الدولي عنه أن هو مضى في تحالفه مع قوى الحرية والتغير وابتعد عن الجيش وقد نجح فوكلر في مهمته غير المعلنه التي انتدب لها وفي إشعال الحرب في السودان وفشل في مهمته المعلنه بالمساعدة في الانتقال برغبة حكومة الخرطوم حينها التي طلبت بمحض إرادتها أن تنتدب الأمم المتحدة ممثلا للأمين العام في السودان بسلطات وصلاحيات رئيس دولة.
.وبعد أن رفضت الحكومة التعاون مع فوكلر واضطر الأمين العام للأمم المتحدة تقديم إحاطة لمجلس الأمن الدولي عن الوضع في السودان وهي إحاطة معتدلة نسبيا من تقارير فوكلر السابقة* *ولكن العجوز الألماني وجد نفسه في وضع بالغ الحرج فهو مرفوض من قبل الحكومة ومرحب به من قبل فصيل الحرية والتغير الذي يجلس الان على مقاعد المعارضة فما كان من فوكلر الا الاستقالة مرغما وهي بمثابة اعتراف بالفشل في مهمته.
بدء من الأسبوع المقبل سيناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بمقره بقصر الأمم أوضاع حقوق الإنسان في السودان بالتركيز على الحرب الدائرة الان والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في دارفور والخرطوم وفي طاولة مجلس حقوق الانسان إحدى عشر تقريرا لمنظمات طوعية بعضها سوداني وبعضها عالمي مثل منظمة العفو الدولية وأطباء بلا حدود وصحافيين بلا حدود ومركز الخرطوم لحقوق الإنسان و المركز السوداني للحقوق ومنظمات عديدة أعدت تقارير عن الاغتصاب والعنف الجنسي والتطهير العرقي والإبادة الجماعية لشعب المساليت وأعمال السخرة وتجنيد الأطفال حيث نجحت اليونيسيف في الوصول لمركز تحتجز فيه القوات المسلحة أسرى من الدعم السريع أعمارهم تقل عن ١٤ عاما مما يعد مخالفة صريحة للعهد الدولي لحماية الأطفال وتواجه قوات الدعم السريع لوحدها سيل الجرائم التي اغترفتها بعد أن تنصلت عن قوي الحرية والتغير ولم تدفع بممثلين لها إلى جنيف للدفاع عن حليفها العسكري وكل المؤشرات تقول ان قوات الدعم السريع ستواجه شتاءا صعبا في مقبل الايام.