الدراسات والبحوث

وسط إنتقادات داخلية… بريطانيا تجري محادثات مع الدعم السريع

وسط إنتقادات داخلية… بريطانيا تجري محادثات مع الدعم السريع
تجري وزارة الخارجية البريطانية محادثات سرية مع قوات “الدعم السريع” السودانية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان.

تستمر هذه المحادثات مع القوات التي تشارك في صراع مع الجيش السوداني لفترة تزيد عن عام، وتواجه اتهامات بارتكاب تطهير عرقي وجرائم حرب.

وبحسب الصحيفة، يقود مسؤولون غير محددين في وزارة الخارجية البريطانية هذه المحادثات مع قوات الدعم السريع.

وكانت تقارير استخباراتية أشارت الي علاقة بريطانيا بالدعم السريع

على الرغم من ذلك، أدانت جماعات حقوقية هذه المحادثات مع القوات المتهمة بارتكاب جرائم الحرب والتطهير العرقي.

وتثير هذه الأنباء تحذيرات بشأن إمكانية إضفاء الشرعية على تلك المحادثات، وهو ما قد يساهم في مواصلة الجماعات العنيفة ارتكاب المزيد من الجرائم.

وتعكس هذه المحادثات أيضًا على مصداقية المملكة المتحدة في المنطقة، حسب تقدير الصحيفة.

ونقلت الغارديان تعليقًا من جماعة حقوق الإنسان وصفت استعداد المملكة المتحدة للتفاوض مع قوات الدعم السريع بأنه “صادم”.

وبحسب تقرير حرية المعلومات، فقد وثقت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في بريطانيا محادثات سابقة مع قوات الدعم السريع، وكانت آخر هذه المحادثات في مارس/آذار الماضي.

ووفقًا لما جاء في رد “حرية المعلومات”، فقد تمكنت الوزارة من التواصل مع ممثلين عن قوات الدعم السريع، وكان آخر اتصال ناجح في مارس/آذار الماضي، حيث التقى مسؤولون من وزارة الدفاع والأمن بممثلين عن تلك القوات.

مسؤولون بريطانيون أكدوا أنهم، حتى الآن، لم يلتقوا بقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.

ردًا على تصريحات مثيرة للجدل، أشار شاراث سرينيفاسان، المدير المشارك لمركز الحوكمة وحقوق الإنسان بجامعة كامبريدج البريطانية، إلى أن “الحوار مع القوات المسلحة قد أسفر عن تصاعد العنف في السودان بدلاً من الهدوء المنشود”، وفقًا لما نقلته صحيفة الغارديان.

وأضاف سرينيفاسان أن “تبني النهج البراغماتي في التعامل مع الأوضاع السياسية والأمنية في السودان لم يحقق النتائج المرجوة، بل أدى إلى استمرار الاضطرابات وتفاقمها خلال العقود الأخيرة”.

في سياق متصل، عبرت مادي كروثر، المديرة المشاركة في منظمة حقوق الإنسان “رهان السلام”، عن صدمتها الشديدة من التصريحات البريطانية، معتبرة أنها “خطوة مدمرة بحق”، وتحذيرها من أن هذا الإجراء سيكون “صفعة قاسية” للشعب السوداني.

وأشارت كروثر إلى أن التاريخ يثبت بأن الحوار مع قوات الدعم السريع لم يفض إلى نتائج إيجابية، بل أدى إلى تفاقم الأوضاع وزيادة التوترات في البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى