
هشام أحمد المصطفى (أبو هيام ) يكتب: الله لا كسب الإمارات
الكلام الدغري :
هشام أحمد المصطفى (أبو هيام ) يكتب: الله لا كسب الإمارات: عدو الله وعدو الشعب السوداني
مقدمة: حين تسقط الأقنعة وتتكشف الخيانة
في عالم السياسة، تتعدد الوجوه وتتباين الخطابات، لكن الحقيقة تظل ثابتة، وإن تأخّر ظهورها، ومما يبعث على الألم حقًا أن من كنا نظنه شقيقًا عربيًا وسندًا في الشدائد، قد انقلب إلى عدوٍ لدود، يطعن السودان من الخلف، ويغرس سُمّه في جسد الوطن المنهك.
الإمارات، التي طالما تشدّقت بالوقوف إلى جانب الشعب السوداني، ثبت بالدليل القاطع أنها أحد أذرع التخريب الإقليمي، وفاعل رئيس في تغذية النزاعات، وتمزيق وحدة البلاد، وتكريس الفوضى خدمةً لأجندتها الضيقة.
لقد بات من الواضح أن الإمارات لا تمثل فقط تهديدًا للسيادة السودانية، بل تجاوزت ذلك لتكون خصمًا مباشرًا لإرادة شعب، وعدوًا صريحًا لقيم الحرية والسلام والعدالة.
الدعم الإماراتي لمليشيا الدعم السريع: زواج مصالح على حساب دم الأبرياء.
ليس افتراءً القول إن الإمارات دعمت قوات الدعم السريع بالمال والسلاح، بل هذا ما أكدته تقارير منظمات حقوقية دولية وصحافة عالمية موثوقة، فضلاً عن شهادات ميدانية داخل السودان وخارجه.
فمنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، برز الدور الإماراتي كرافد رئيس لمليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
الطائرات الإماراتية حطّت في مطارات تشاد، محمّلة بالأسلحة والذخائر، ليتم تهريبها إلى دارفور وأجزاء أخرى من البلاد، حيث استخدمتها مليشيا الدعم السريع في ارتكاب جرائم مروعة ضد المدنيين: من قتل جماعي، ونهب، واغتصاب، وتهجير قسري.
لم تكن الإمارات تجهل عواقب أفعالها، بل كانت تعرف تمامًا أنها تسلح مليشيا متورطة في جرائم ضد الإنسانية. لكنها اختارت أن تُراهن على حميدتي، لا حبًا فيه، بل طمعًا في الذهب والثروات، ورغبة في امتلاك بوابة نفوذ عسكري واقتصادي في قلب أفريقيا.
نهب الذهب السوداني: الوجه الاستعماري الجديد لأبوظبي
ليست الإمارات شريكًا اقتصاديًا نزيهًا، بل هي – للأسف – أكبر مستفيد من تهريب الذهب السوداني، وبشراكة مباشرة مع قادة المليشيات.
تشير تقارير موثقة إلى أن مليارات الدولارات من الذهب السوداني تم تهريبها إلى الإمارات، عبر شبكات غير شرعية، دون أن تمر على مؤسسات الدولة الرسمية.
هذا النهب الممنهج للموارد لم يكن مجرد أعمال فردية، بل سياسة منظمة ومدعومة رسميًا من أبوظبي، التي وفّرت التسهيلات اللوجستية والمالية لهذه التجارة السوداء.
بدلًا من أن تستثمر في تطوير مناجم الذهب أو دعم الصناعات التحويلية، اختارت الإمارات أسهل الطرق: السيطرة عبر المليشيات، ونهب الخام، وتحويل السودان إلى مزرعة خلفية لثرواتها.
هكذا تُمارَس الهيمنة بأبشع صورها، تحت رايات كاذبة من “دعم التنمية” و”الشراكة الاقتصادية”.
التدخل في السيادة الوطنية: عندما تصبح أبوظبي وصية على القرار السوداني
لعلّ أخطر ما تقوم به الإمارات في السودان ليس فقط الدعم العسكري لمليشيا خارجة عن القانون، بل سعيها الواضح لتقويض السيادة الوطنية، وفرض أجنداتها السياسية عبر وكلاء محليين.
لقد لعبت الإمارات أدوارًا خفية ومعلنة في التأثير على مسارات الانتقال السياسي، واستخدمت المال السياسي لشراء الذمم، وإفشال المبادرات الوطنية.
استضافت على أراضيها لقاءات سرية جمعت عناصر من المليشيات وممثلين سياسيين، بهدف فرض حلول غير عادلة تتجاهل إرادة الشعب.
كما مارست ضغوطًا إقليمية ودولية لإبقاء السودان رهينة للفوضى، حتى تظلّ ممسكة بخيوط اللعبة من وراء ستار.
إنها لا تريد سودانًا حرًا مستقلًا، بل تسعى لصناعة نظام طيّع، ضعيف، يستجيب لأوامرها، ويُنفّذ مصالحها دون اعتبار لمصالح السودانيين.
التورط في جرائم الحرب: شراكة في الدم والتشريد
ليست الإمارات بمنأى عن المسؤولية في ما يحدث من جرائم وانتهاكات جسيمة ضد المدنيين السودانيين.
فالدعم الذي قدّمته لقوات الدعم السريع لم يكن ماديًا فقط، بل كان بمثابة ترخيص مفتوح لارتكاب الفظائع، بدءًا من القصف العشوائي، مرورًا بالاغتصاب، وصولًا إلى جرائم الإبادة.
وقد وثّقت منظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” جرائم ارتكبتها هذه القوات، شملت:
استخدام السلاح الثقيل في المناطق السكنية.
إحراق قرى بأكملها في دارفور وكردفان.
اغتصاب النساء والفتيات بشكل منهجي.
قتل المدنيين العزل في الأسواق والمساجد والمخيمات.
الإمارات، بصفتها الممول والمحرك والداعم السياسي لهذه المليشيا، تتحمّل جانبًا كبيرًا من المسؤولية القانونية والأخلاقية، ولا بد أن تُحاسَب في المحافل الدولية عاجلًا أو آجلًا.
الإمارات وعداوتها الممنهجة للعرب والمسلمين: من الخرطوم إلى غزة
إن من يظن أن ما تفعله الإمارات في السودان حالة استثنائية، يجهل سياقها العام.
فسياسة أبوظبي الخارجية مبنية منذ سنوات على معاداة تطلعات الشعوب، ودعم أنظمة القمع، والوقوف ضد الثورات الشعبية في العالم العربي.
موّلت الانقلاب على الديمقراطية في مصر.
دعمت حفتر في ليبيا لتخريب البلاد.
شاركت في تدمير اليمن وتحويل عدن إلى ساحة نفوذ.
تطبّع مع الاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية.
والآن، تمارس الدور ذاته في السودان، وتزيده وحشية، لأن السودان يمثل عقدة جيوسياسية حساسة بين القرن الأفريقي، والبحر الأحمر، وغرب أفريقيا.
تريد الإمارات أن تبقى هذه المنطقة تحت سيطرتها، ولو كان الثمن هو قتل الأبرياء، وتدمير الدولة، وتمزيق النسيج الاجتماعي.
إنها عدوة لله لأنها تزرع الفتنة، وتدعم الظلم، وتحارب العدالة، وتدفع بأموالها لخراب الأرض، بدلًا من عمارتها.
خاتمة: لن ننسى، ولن نغفر
الشعب السوداني لا يُخدع طويلاً. لقد انكشفت النوايا، وسقط القناع، واتضح أن الإمارات لم تكن يومًا شريكًا صادقًا، بل كانت ذئبًا في ثياب الحمل.
سيدوّن التاريخ أن الإمارات دعمت القتلة، وموّلت الانتهاكات، وشاركت في اغتيال الحلم السوداني بدولة مدنية عادلة.
سيدوّن أطفال دارفور، ونازحو الخرطوم، وأمهات القتلى، أن أبوظبي شاركت في الكارثة، وأنها كانت عدوة الشعب، لا حليفته.
وسنقولها صراحة، لا مجاملة:
الله لا كسب الإمارات، فهي عدو الله، وعدو الحرية، وعدو الشعب