
مصر… لقاء قريب بين البرهان وحمدتي .
تنتشر الأنباء عن لقاء محتمل في القاهرة يجمع بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ووقائد قوات الدعم السريع حميدتي. هذه الأخبار جاءت بعد تصريح رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان “تقدم”، عبد الله حمدوك، بأن “القيادة المصرية وافقت على طلب للاتلاف بإمكانية حث قادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على اللقاء في القاهرة من أجل إيقاف الحرب”.
منذ بدء أزمة السودان، عملت مصر بكل جهدها لوقف الحرب هناك وتحقيق السلام والحفاظ على وحدة الأراضي وأمن الشعب السوداني. فمصر استقبلت أهل السودان بالحب والترحاب واحتضنتهم في بيوتها، حيث لا يوجد فرق بين مصري وسوداني في نظرنا.
من المهم أن نلاحظ القبول الجديد لحميدتي وحمدوك بالقدوم إلى القاهرة، وهو خطوة مهمة في تحقيق السلام. قد تكون هذه الخطوة مردودة بعد الادعاء السابق من حميدتي بأن القاهرة شاركت في القصف الجوي لقوات الدعم السريع.
قد ساهم التحول في المعادلة العسكرية لصالح الجيش السوداني في أم درمان واستعادة مبنى الإذاعة من أيدي الدعم السريع في تحفيز حميدتي على القدوم إلى القاهرة وإنهاء الصراع. حمدوك، والذي يمتلك خبرات واسعة في التفاوض، يدرك أن نجاح الجيش السوداني في حل الصراع
يعني عدم وجود مكان له في المستقبل السياسي للسودان، ولذا جاءت مبادرته لتوفير فرص نجاحه.
اجتماع القاهرة الذي ينتظره المراقبون حول الشأن السوداني لا يقل خطورة عن ملف غزة الشائك والملاحظة البارزة في تلك الخريطة المعقدة هي ذلك الحصار الذي ضرب أوتاده في شمال مصر وجنوبها وهو ما يعني أن مصر في قلب الأزمة وإن الأحمال الملقاة على عاتق مصر ليست بالبساطة النظرية التي يمكن أن يلوكها مراقب أو محلل سياسي، لذلك نرى العمل على مدار الساعة في مختلف الملفات بهدف تبريد المنطقة ونزع فتيل الأزمة من مختلف الملفات.