عناوين الصحف

مرام البشير تكتب … السعودية وبداية التآمر

w logo blue


مما لا شك فيه أن قرار منظمة أوبك بلس الأخير بخصوص خفض إنتاجها النفطي لما يعادل ٢ مليون برميل يوميا” ، شكل بداية فصل جديد في العلاقات السعودية الأمريكية المتوترة مسبقا” ، لا سيما وأنه يعتبر السبب الرئيس في إحتدام الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية منذ وقت طويل على إثر إتهامات لها بالميول للمصالح الروسية على حساب المصالح الأمريكية ، وبالعودة لتداعيات هذا القرار الذي ضرب الاقتصاد الأوروبي والأمريكي في مقتل نسبة لإرتفاع أسعار البترول ومشتقاته نجد أن البداية كانت من تحليل نشره موقع صحيفة وول ستريت جورنال ذكر فيه أن الغضب الذي أصاب الإدارة الأمريكية من قرار أوبك يعود لتجاهل الأمير محمد بن سلمان لدعوات كبار المسؤولين الأمريكيين خلال المفاوضات السرية التي جرت في الرياض قبيل صدور قرار المنظمة والتي ترجى فيها المسؤولون الأمريكيون ولي العهد السعودي بتأجيل إصدار قرار الخفض الي مابعد إنتخابات التجديد النصفي بالكونغرس الأمريكي ؛ خوفا” من أن يؤثر قرار أوبك على فرص فوز الحزب الديمقراطي أمام خصمه الجمهوري ، ولكنه قابلهم بالرفض بحسب الصحيفة.
إذن الرفض السعودي يفسر حالة الهياج الأمريكية ضد المملكة لا سيما في ظل تأكيدات البيت الأبيض خلال مؤتمر صحفي أخير عن أن الرئيس بايدن أمر بتقييم العلاقات السعودية الأمريكية بالتزامن مع دعوات من أعضاء الحزب الديمقراطي إلى وقف صفقات الأسلحة الأمريكية للسعودية وسحب القوات الأمريكية المتواجدة فيها .
وفي خضم كل هذا التوتر الكبير والمتسارع يتبادر للأذهان عدة أسئلة ماهي خيارات الإدارة الأمريكية للتعامل مع المملكة ؟ وهل تهديدات البيت الأبيض والحزب الديمقراطي ستجد طريقها للتنفيذ ؟ للإجابة على هذه الأسئلة علينا أن نقف عند نقطة مهمة وهي تشابك وتعقيد العلاقات السعودية الأمريكية على مر التاريخ ، حيث نجد أنها علاقات لا يمكن تضحية واشنطن بها بالكامل لأن ذلك يعني تقارب علني بين السعودية وخصوم أمريكا الصين وروسيا وهو الأمر الذي تتجنبه الإدارةالأمريكية ، ومن جانب أخر نجد وبحسب خبراء اقتصاديون أن قرار أوبك بلس لم يرفع أسعار البترول ومشتقاته عالميا” إلى المستويات الفلكية التي كان يخشاها الجانب الأمريكي ، بل على العكس تشهد أسعار النفط إنخفاضا” في الوقت الحالي بشكل ملحوظ نتيجة أسباب عدة منها الركود الإقتصادي العالمي والإغلاق الصيني نسبة لوباء كورونا واخيرا” إرتفاع مستويات التضخم عالميا”. وهنا مع كل هذه الأسباب وغيرها يمكننا التقليل من أهمية التهديدات والتحذيرات الأمريكية تجاه المملكة ووصفها بأنها تهديدات لحفظ ماء وجه الحزب الديمقراطي في معركته المقبلة في الكونغرس الأمريكي ، ولكن هذا لا يعني أن أمريكا سوف تقف مكتوفة الأيدي بل من المرجح أن تسلك طريق التآمر الذي تستخدمه مع كثير من خصومها السياسيين عبر تحريض الآلة الإعلامية التي تملكها ضد السعودية وتأجيج الفتن وإثارة الإشاعات بالإضافة إلى دعم المجموعات المعارضة للنظام السعودي ولا ننسي ما ذكره تقرير أذاعه موقع سي إن إن بأن واشنطن ربما تنتقم من السعودية عبر إطلاق يد الحوثيين في اليمن ضدها وبالتنسيق غير المباشر مع إيران .

https://chat.whatsapp.com/JVdfxcmryNw2xaLuTbkZ5

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى