محمد الحسيني يكتب … السفير ماء العينين سوداني يحمل الجنسية المغربية
بورتسودان : برودكاست نيوز
السفير ماء العينين سوداني يحمل الجنسية المغربية
في العُرف السوداني يوصف الشخص اللبق المهذب حاضر البديهة سريع التصرف بالدبلوماسي ، وعرف السودانيون وعايشوا عددا كبيرا من السفراء والدبلوماسيين ، جاءوا من قريب ومن بعيد يحملون صنوفا من الثقافات والعادات واللغات والمفاهيم المختلفة ، فاثروا بها تجربة العمل الدبلوماسي في السودان .
ولكن بإجماع الكثيرين من أهل السودان ساسة وحكام فنانين ووصحفيين سفراء ومواطنيين عاديين ، لم يمر على السلك الدبلوماسي رجل بقامة ومكانة سفير المملكة المغربية الدكتور محمد ماء العينين، وهو يحمل صفة عميد السلك الدبلوماسي في السودان، بحجم السنين التي أمضاها سفيرا لبلاده في السودان وتجاوت العشرين عاما ،وطد من خلالها علاقات تواصل وتعاون بين بلاده التي يحمل جنسيتها والأخرى التي يحمل حبها .
أكثر من عشرين عاما مكنته من التعرف على عادات وتقاليد وثقافة ومزاج الشعب السوداني وطرق عليها لتتفتح له قلوب أهل السودان جميعا دون إستثناء.
الإلمام والمعرفة الدقيقة بالشعب السوداني ومزاجه العام مكنته من قيادة السلك الدبلوماسي بحنكة ابن بلد يُحبه ويُحبه : الأولى له والثانية للبلد، فكان الدليل والمرجع وحلقة الربط بين السودان حكومة وشعبا والعاملين في السلك الدبلوماسي بالسودان وهو عميدهم.
ماذكرته أنفا ما كنتُ أعرفه عن ماء العينين كعامة الناس ، ولكن دعوة كريمة أجبتها وأنا أرافق الصحفي المخضرم الأستاذ عاصم البلال ،والإعلامي النجم الزميل مصعب محمود قربتني وعرفتني على جوانب أخرى للسفير الدكتور محمد ماء العينين. تعرفت على شخص أخر غير الذي سمعت عنه وقراءت له وعنه وتحدث بسيرته الناس، لقاء سادته البساطة والتواضع وكرم الضيافة جمع ثلاثتَنا وصاحب الدعوة السفير المستشار محمد .
وجدت إنسانا وقورا على هيبته ، هادئا في زخمه ، متواضعا في قامته ومقامه، أنيق المفردة والحرف، يستند على ذاكرة معرفية وعلمية في سرده وحديثه، وتوسدَنا بقلبه الكبير .
كما وجدتٌ دبلوماسيا عظيما صقلته التجربة وزاده حب السودان رفعا ومكانة على مكانته في قلوب السودانيين.
إستمعت إليه يحدثنا بصوت محب يتمنى للسودان كل الخير ، كما حدثنا بفخر واعتزاز عن أهل السودان ، حديث خرجت من بين حروفه بعض مظاهر المقارنة مع عدد من البلدان التى عمل فيها سفيرا سواء في أروبا أو أمريكا اللاتينية.
كما وجدت أديبا أريبا صاحب مؤلفات ومخطوطات وروايات تحدث عن أديب وكاتب حجبته الدبلوماسية وإن كان الإثنان يمثلان وجهين لعملة نادرة إسمها الإبداع والتفرد، بالإضافة إلى تجربة ثرة وجديرة بالوقوف عندها ، تجربة تفسير القرآن الكريم والمقارب بين التفاسير .
كما حدثنا بذاكرة متقدة عن تاريخ بلاد المغرب العربي وملوك الأندلس الذين شكلا تاريخ المملكة المغربية ، وما تشهدته من علاقات طيبة مع دول القارة الأفريقية، علاقات تقوم على المصالح المتبادلة، بالإضافة إلى الطفرة الإقتصادية والتنموية والتجارية التي تعيشها المملكة المغربية ، برعاية ومباركة جلالة الملك محمد السادس. وأشار في ما أشار إليه ( يوسف بن تشفين ، مؤسس دولة المرابطين ، قائد معركة الزلاقة ومثبت أركان دولة الأندلس . بالإضافة إلى دول الموحدين والمرينيين والسعديين والعلويين).
لحظاتُ كانت بعمر الزمان وعقود بعمر السرد والتداعي للتاريخ والمثاقفة وروابط الصداقة والتعاون والتواصل بين المملكة المغربية ودولة السودان.
شكرا سعادة الدكتور السفير محمد ماء العينين السوداني بجنسية مغربية بحجم جسور الوصل والتواصل التي ساهمت في مدها بين بلادك وبلادك. كما الشكر يمتد إلى السفير المستشار محمد الذي جعل من اللقاء ممكنا.
