اخبار العالم

مجموعة فانو ودورها في خارطة الصراع المسلح في أثيوبيا

مجموعة فانو ودورها في خارطة الصراع المسلح في أثيوبيا.
تُعد العلاقات بين الأمهرية والحكومة الفدرالية ذات أهمية فائقة، ويُظهر ذلك تركيزاً كبيراً في تقرير تقييم التهديدات الصادر عن مجتمع الاستخبارات الأميركي في فبراير/شباط 2024.

في أغسطس/آب 2023، أعلنت السلطات الفدرالية حالة الطوارئ في الإقليم لمدة ستة أشهر، وتم تمديدها في فبراير/شباط 2024.

تُعزز خطورة تمرد مجموعات الفانو في ظل الأوضاع الحالية، حيث تشهد الحكومة الإثيوبية أزمات اقتصادية وتمرداً عنيفاً في إقليم أورومو.

مع وجود علامات استفهام حول مستقبل اتفاقية السلام مع التيغراي، يظل التوتر مع الدول المجاورة مرشحاً للتصاعد نظراً لمطالب إثيوبيا بمنفذ بحري.

مصطلح فانو يعود إلى تاريخ عميق في الحياة الاجتماعية لشعب الأمهرة.

يشير هذا المصطلح إلى معاني مختلفة، فقد ربطه الباحث مهدي لبزاي بالفلاحين الأحرار الذين كانوا يدافعون عن بلادهم إثيوبيا. كما استخدم الإمبراطور هيلا سيلاسي هؤلاء الفلاحين في مواجهة الاحتلال الإيطالي لإثيوبيا في الفترة بين عامي 1936 و1941.

في العصر الحديث، تمثلت حركة فانو بمثابة الجانب الشبابي لحركة قيرو الأورومية.

قادت هذه الحركة التي كانت مناهضة للحكم السابق في إثيوبيا إلى سقوط التيغراي وصعود آبي أحمد إلى رئاسة الوزراء في عام 2018.

خلال الفترة من عام 2016 إلى عام 2018، انتهجت حركة فانو نهجًا سلميًا، حيث خرجت المظاهرات للدفاع عن مصالح الأمهرة ومواجهة ما اعتبروه اضطهادًا من جبهة تحرير تيغراي.

استخدمت الحركة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال للتحشيد وكسب دعم شعبي داخل المجتمعات الأمهرة.

شهدت الحرب التي خاضتها جماعات فانو نقطة تحول مهمة في نشاطها، حيث شاركت بقوة في مواجهة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. تلك المشاركة جعلت نشاطاتها تحصل على تأييد شرعي نتيجة لتحالفها مع القوات الفدرالية وقوات إقليم أمهرة.

كانت الحرب فرصة لمنظمات فانو لبناء معسكرات وتجنيد وتدريب المقاتلين، فضلاً عن استغلال الشبكات اللوجيستية والإدارية للحكومة.

ذلك أتاح لهم توسيع شبكاتهم المجتمعية وجذب المزيد من الأعضاء، كما تمكنوا من تعزيز قدراتهم العسكرية واكتساب خبرات في مجال القتال.

بالإضافة إلى ذلك، أتاحت المشاركة في الحرب لجماعات فانو فرصة لتوسيع سيطرتها على مناطق تتنازع عليها. تلك المناطق لها أهمية وجدانية وعاطفية كبيرة لدى الأمهرة، الذين يرونها أراضي تاريخية لهم.

هذا الأمر دفعهم للتحالف مع جماعات فانو كقوة حامية لهم.
تقديم المساعدة بشكل فعال من قبل مليشيات فانو في كبح تقدم قوات دفاع تيغراي نحو إقليم أمهرة في صيف عام 2022، حصلت على تأييد واسع النطاق من قبل الشعب واعتبرت كقوة داعمة للأمهرة. هذا جاء رداً على الادعاءات بالتخاذل الحكومي الذي فتح المجال لتقدم القوات المعادية نحو إقليمهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى