
متلازمة المريخ والدعم السريع والفشل الذريع
ظل نادي المريخ السوداني في السنوات الماضية يواجه أزمة إدارية كبيرة انعكست علي أداء الفريق داخليا وخارجيا وآخرها خروجه من دوري أبطال أفريقيا مبكرا من دوري ال32 .
وعاش النادي أزمة إدارية علي مدي سنوات وتصارع عليه عدد من الرؤساء ومجالس الإدارة ما بين منتخب ومعين ومفوض حتى شهد النادي وجود رئيسين في آن واحد .كل مجلس يخاطب الاتحادات المحلية والقارية والدولية منفردا ويسجل ويشطب اللاعبين منفردا في أسوء أزمة إدارية يشهدها نادي كرة قدم في العالم .
فاصبح النادي ملاذا للسياسين وتصفية الحسابات السياسية حتى اشفق الناس من ان يصير النادي حزبا سياسيا أو كيانا سياسيا لكثرة السياسيين الذين تعاركوا وتصارعوا عليه طمعا في كرسي الإدارة.
فكان السؤال حينها لماذا كل هذا الاصطراع الحامي والدامي( لحظة دخول الجاكومي النادي بالقوة والضرب الذي حدث حينها والدماء التي سألت من بعض محبي النادي) ولكن الآن بدأت تتكشف المؤامرات رويدا رويدا بعد أن خرج الرئيس الأسبق للنادي آدم سودكال وتحدث عن أن مليشيا الدعم السريع بقيادة المتمرد حمدتي كانت تستخدم النادي كغطاء لإدخال معدات تجسس وعتاد عسكري .
وحتى لا تكون رئاسة نجل اللواء خليفة حفتر الفخرية للنادي مستغربة الان. وقد يجد البعض إجابات كذلك لماهية التمسك المميت بالتواجد في مجلس ادارة نادي المريخ لرئيس مسار الشمال بالجبهة الثورية محمد حسن الجاكومي .
ولماذا كثرت الصراعات حينها علي إدارة النادي . وغياب الجهات المنظمة للرياضة في البلاد عن أزمة نادي المريخ الرياضية التي تحولت الي مشكلات سياسية ومطامع عسكرية . ليصبح بعدها نادي المريخ الخنجر الذي طعن خاصرة الخرطوم لاستعماله في غير مكانه واستخدامه كغطاء لتمرير عمليات عسكرية غادرة وخائنة .
والآن نادي الكرة بالمريخ يعني الأمرين إدارة بعيدة وضعيفة وهشة وغائبة ومتغافلة من جهة، وجمهور متعطش وطامح مع لاعب وطني غيور تجري في دماءه معاني الوطنية ويضع علي صدره الأيسر شعار النادي والوطن من جهة.
لتعود الكرة لملعب الجمهور عشاق الأحمر الوهاج رواد الرد كاسل ليقولوا كلمتهم ويقرروا في حق ناديهم ويحصنونه من التدخلات السياسية ومطامع السياسين ويسلمون أمره للذين يعملون لاسعاد جماهيره وتحقيق رغبات وآمال الجمهور الغيور .
نادي المريخ الذي اضحى حلبة مصارعة غير حرة ما بين شاكوش الجاكومي الذي حطم وهشم إقفال الحماية بالنادي ،ولودرات حمدتي التي جرفت نجيل الملعب التي رويت بعرق البسالة والشجاعة. ومغامرات ابوجيبين الخجولة .ومناكفات سودكال الذاتية .
ليفتح النادي عهدا جديدا يمسح به صفحة سوداء من تاريخه المرصع بالذهب والانجازات المحلية والقارية. ليعود عملاقا كما كان للكرة السودانية يهابه الساسة والطامعون قبل أفريقيا التي كانت تنام باكرا حينما يلعب المريخ .
وفي الختام سؤالي لجمهور الرياضة عامة وعشان المريخ ومحبيه والاداريين الذين تعاقبوا عليه بصفة خاصة أيرضيكم الحال الذي وصل اليه نادي المريخ؟
ولماذا هذا الصمت؟
ومتى تظهر غيرتكم علي ناديكم الذي تحبون؟
حتى نخرج من دوامة متلازمة المريخ والدعم السريع والفشل الذريع .