
مباحثات مصرية أمريكية تتناول الأزمة السودانية
أكد وزير الخارجية المصري خلال لقاءه مسؤولا أمريكيا، على الموقف الثابت لمصر الداعم للسودان، مشددًا على أهمية الحفاظ على وحدة الدولة السودانية واستقرار مؤسساتها الوطنية، مع التأكيد على سيادتها وسلامة أراضيها في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد.
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قد أجرى مباحثات مكثفة مع مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط، والمستشار رفيع المستوى لأفريقيا، حيث ناقشا مستجدات الأوضاع في السودان، إلى جانب التطورات في ليبيا ومنطقة البحيرات العظمى.
وأشار عبد العاطي إلى أن بلاده ترى أن وحدة واستقرار السودان تمثل حجر أساس لأمن واستقرار المنطقة بأكملها، موضحًا أن استمراستقرارار النزاع لن يجلب إلا المزيد من المعاناة للسودانيين، ويهدد الاستقرار الإقليمي في محيطه المباشر وغير المباشر.
وجدد وزير الخارجية المصري حرص بلاده على التفاعل الإيجابي مع جميع الجهود الإقليمية والدولية الساعية إلى وقف إطلاق النار في السودان، مشددًا على ضرورة التوصل إلى حلول عملية وسريعة تُفضي إلى وضع حد للمعاناة الإنسانية التي يعيشها ملايين السودانيين منذ اندلاع الحرب.
وأعرب عبد العاطي عن رغبة القاهرة في أن تسهم هذه الجهود في تهيئة بيئة حقيقية للحوار بين جميع الأطراف السودانية، بما يضمن الحفاظ على وحدة الدولة ومقدراتها، ويقود إلى تسوية سلمية تُعيد بناء مؤسسات الحكم وتفتح الباب أمام مستقبل مستقر للبلاد.
من جانبه، أكد المسؤول الأمريكي مسعد بولس على أهمية التعاون مع مصر في الملفات الإقليمية، وعلى رأسها السودان، لافتًا إلى الدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في دعم الحلول السياسية والسعي نحو استعادة الاستقرار في الدولة الجارة.
كما تم التطرق إلى ضرورة التنسيق المشترك في المنابر الدولية لدعم جهود السلام في السودان، وتكثيف الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار، إلى جانب تعزيز المساعدات الإنسانية للشعب السوداني.
وتشير المباحثات بين القاهرة وواشنطن إلى وجود توافق استراتيجي بشأن الأزمة السودانية، ما قد يمهد الطريق لتحركات سياسية أكثر فاعلية خلال الفترة المقبلة، سواء من خلال آلية دول الجوار أو عبر منصات دولية مثل مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي.
ويُنظر إلى هذا اللقاء كإشارة قوية إلى أن السودان لا يزال يحظى باهتمام كبير في أجندة العلاقات الأمريكية المصرية، وسط دعوات متزايدة لتكثيف الجهود الدبلوماسية لوقف نزيف الحرب.
