صحف عالمية تتوقع تحول حرب غزة الي حرب عالمية
تعاقبت التطورات في قطاع غزة على صفحات الصحف والمواقع العالمية، حيث نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” مقالا ملفتا يتناول تأثير حرب غزة على العالم بأسره، من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا. في هذا السياق، حذرت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية من خطورة ترويج وسائل الإعلام المتعصبة لفكرة حرب عالمية تنطلق من غزة.
بعد مرور 32 يوماً، يواصل جيش الاحتلال شن غاراته المكثفة على الأحياء السكنية في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، وتجاوز عدد المصابين الـ25 ألف فلسطيني، وفقًا للبيانات الرسمية المُصدرة.
في صحيفة “فايننشال تايمز”، كتب جدعون ريتشمان مقالًا يشير فيه إلى تغيرات جذرية ستحدث في العالم جراء حرب غزة، بدءًا من الولايات المتحدة وصولاً إلى أوكرانيا. وأشار ريتشمان إلى تصاعد احتمالية تسلم روسيا قيادة الصراع مع أوكرانيا، وتحطم ما وصفه بـ”التفاؤل المبدئي” الذي كان موجوداً بفعل اتفاقيات السلام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
وعلى الرغم من التوقعات القائلة بأن حرباً أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط قد تكون أقرب في الوقت الحالي من إعادة تنشيط عملية السلام،
وبينما توقع ريتشمان أن حربا أوسع نطاقا في الشرق الأوسط هي أقرب في الوقت الحالي من إعادة تنشيط عملية السلام، حذر توماس لوغران في تحليل له بصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية من جعل الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في غزة والضفة الغربية نقطة متقدمة في حرب عالمية، متهما “وسائل الإعلام المتعصبة” بالترويج لذلك.
واعتبر لوغران ذلك يأتي في سياق الرغبة لدى بعض الأشخاص في اندلاع معركة هوية، وخدمة أسوأ أوجه اليمين المتطرف، وهي برأيه “لعبة خطيرة وحقيرة”، لكنه يرى أن المنطقة ليست على شفا الحرب كما يُروج، بل بعيدة عنه، إلا أن توقعها والتنبؤ بها يعني تشجيع إمكانية حدوثها، حسب قوله.
في حين نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” من تل أبيب عن مسؤول أمني إسرائيلي حديثه عن قلق لدى الجيش الإسرائيلي من أن تواجه حكومة بنيامين نتنياهو مزيدا من الضغوط الأميركية للحد من القتال قبل تحقيق أهدافها الحربية، مضيفة أن الأخير يقاوم ضغوطا تمارسها واشنطن لوقف الغارات الجوية من أجل تسهيل توصيل المساعدات الإنسانية.
بدوره، عدد الكاتب ماثيو إيغليسياس في مقال بموقع “بلومبيرغ” الأميركي الفوائد التي يمكن أن تجنيها إسرائيل -داخليا وخارجيا، وخصوصا في الولايات المتحدة- إذا ما استقال نتنياهو، لافتا إلى أن وقوف الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جانب إسرائيل أغضب اليسار والمسلمين والعرب في الحزب الديمقراطي، وهو أمر أضر به سياسيا.
أما صحيفة “ميديا بارت الفرنسية” فنقلت عن المؤرخ الإيطالي إنزو ترافيرسو شعوره بالقلق من الآثار المدمرة لاستغلال ذكرى المحرقة لتبرير “حرب الإبادة الجماعية” التي يقودها الجيش الإسرائيلي في غزة، وتحذيره من أن هذا الانحراف يمكن أن يسبب “ارتفاعا مذهلا” في معاداة السامية.
