ردود الفعل السياسية والإجتماعية داخليا وخارجيا على فوز المنتخب السوداني على غانا
بورتسودان : برودكاست نيوز

ردود الفعل السياسية والإجتماعية داخليا وخارجيا على فوز المنتخب السوداني على غانا
تباين ردود الأفعال تجاه الإنتصار الثمين والمستحق الذي حققه المنتخب الوطني السوداني صقور الجديان على نظيره الغاني، خلال تصفيات أمم إفريقيا لكرة القدم في ملعب شهداء بنينا ببنغازي فيليبيا، حيث تباينت ردود فعل وحدثت تفاعلات كبيرة من الرياضيين وغير الرياضيين في السودان ومن خارجه.
ارتبطت هذه التفاعلات بالواقع المأساوي للحرب التي تعيشها البلاد منذ عام ونصف، نتيجة المباراة التي أقيمت بين الفريقين جعلت المنتخب السوداني يتبوأ المركز الثاني في ترتيب مجموعته، حيث جمع 7 نقاط من 4 مباريات ، وتفصاه نفطة وأحدة من التأهل إلى المحفل القاري بالمغرب العام المقبل.
تهنئة البرهان :
نشر رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان تهنئة عبر صفحته الشخصية على منصة إكس، تهنئته للأبطال بمناسبة الفوز حيث قال: “أشكر أبناء السودان، إن عهد الشعب بأبنائه المخلصين هو إحياء الأمل وزرع الفرحة، لذا كنتم وستبقون الأمل والفرحة”.وأعرب البرهان عن امتنانه للجهود التي بذلها الجهاز الفني واللاعبون، والتي أدت إلى تحقيق هذا الفوز المستحق. وأكدت الدولة إهتمامها ودعمها للرياضة باعتبارها أساسًا للدبلوماسية الشعبية. وكان رئيس مجلس السيادة قد وجه بتخصيص طائرة خاصة لنقل اللاعبين من غانا إلى ليبيا .
تفاعلات القوى السياسية :
تفاعلت القوى السياسية مع انتصار منتخب السودان على غانا، معتبرين ذلك حدثاً أدخل السعادة في قلوب الشعب السوداني الذي حُرم من أسباب الفرح منذ بداية الحرب في 15 أبريل.
تقدمت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بالتهنئة إلى الشعب السوداني عامة وإلى جماهير الرياضة بشكل خاص بمناسبة فوز المنتخب الوطني على المنتخب الغاني. وأشارت إلى أن انتصار المنتخب السوداني “أدخل الفرح والسرور في قلوب الشعب الذي يعاني من جراحات النزاع والحالات المأساوية التي عاشها بصبر وثبات، وقد كان هذا الانتصار بمثابة متنفس للفرح والسعادة لجميع السودانيين”. عبرت تقدم عن رغبتها في استمرار الأفراح من خلال إنهاء الحرب وتحقيق السلام واستعادة الاستقرار في الوطن الحبيب.
بدوره علق القيادي في حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، قائلاً: “يستحق الشعب السوداني أن يفرح بعد أن عانت حياته من الحزن والألم. لقد فرح الجميع بفوز المنتخب الوطني الذي تحدى كل التحديات، وأثبت أن أهل السودان قادرون على وضع هذا البلد الجميل في مكانته التي يستحقها”.وأضاف: “بلادنا تستحق النصر، وتستحق النمو، وتستحق الكرامة والازدهار، وتستحق السلام. سينتهي هذا الجنون قريبًا بإذن الله، وسيتوحد السودانيون في حب وطنهم ورفعته كما ظهروا اليوم.
مشاهد ومواقف :
خلال المباراة، قام لاعبو الفريق بتصرفات أثارت ردود أفعال الجماهير السودانية على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ضمنها مشهد لبعض اللاعبين بعد انتهاء المباراة حيث استخدموا إشارة قائد الجيش الفريق البرهان أثناء زيارته لأحد مواقع القوات المسلحة في أم درمان قبل بضعة أسابيع.
علق أحد القادة الميدانيين لقوات الدعم السريع والمدعو بالجوفاني على هذه اللقطة بعد تهنئته للاعبين والشعب السوداني بهذا الفوز، حيث أشار إلى أن هناك مواضيع سياسية يرغب “الكيزان” في إدخالها في منتخبنا الوطني. وأشار قائلاً: “الكرة ليست مرتبطة بالسياسة أو الانتماءات الحزبية، فرياضة كرة القدم تُعتبر وسيلة للتواصل الاجتماعي والمحبة والأخوة. وما يجمعنا كشعب سوداني تحت سقف واحد هو منتخبنا الوطني.”
في مناسبة أخرى، قام أحد اللاعبين بعرض لافتة مكتوب عليها “ابقَ صامدًا يا وطن”، بينما رفع مشجع من المدرجات في ملعب نتينا صورة للانصرافي.
تعليق هيثم مصطفى :
في تعليقه على انتصار المنتخب السوداني على نظيره الغاني، أفاد كابتن المنتخب السابق هيثم مصطفى خلال تحليله للمباراة وأداء اللاعبين السودانيين بأن “هذا الفوز سيكون له تأثير إيجابي على معنويات الجنود في الميدان”.
مستشار الدعم السريع :
علق ما يسمى بمستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، قائلاً: “اختطاف انتصار المنتخب السوداني لكرة القدم وتحويله إلى مكسب سياسي يعكس الوضع الذي وصل إليه السودان ومختطفي الجيش السوداني، الذين يسعون لتحقيق أي انتصار ينسب إليهم حتى لو كان في مجالات كرة القدم”. وأشار إلى أن السودان محتجز تمامًا من قِبل مجموعة لا تعبر عن الشعب، بل تسعى لنهب ثرواته، وحتى فرحته لم تسلم من السلب والنهب. على حد قوله
تساؤلات :
طرح أحد المعلقين في مواقع التواصل الاجتماعي سؤالًا: “من أين جاء هؤلاء؟” ثم أجاب على سؤاله قائلاً: “جاؤوا من خراب الخرطوم ونيالا، ومن جراحات الجزيرة وقطنها الذي تلطخ بالدماء، جاؤوا من كسلا ، ومن سنار المليئة بالجراح، ومن بابنوسة وفاشر السلطان التي تألمت من السياط لكنها وقفت شامخة وصامدة وتبتسم.”
في حين قام معلق آخر بتقديم مجموعة من الملاحظات حول مباراة المنتخب الوطني مع غانا، وقد عرضها على هيئة تساؤلات، كان من أبرزها: “لماذا يعتبر البعض أن هذا الفوز هو نصر لهم رغم أنه فريق وطني؟”
وأضاف متسائلاً: “من منكم يعرف قبائل اللاعبين؟ هل هم قحاتة أم فلول أم تابعون للدعم السريع أو للجيش، أم من أي إقليم جاءوا؟”وأكد أنه لا أحد لديه أي معلومات عن هذه الأسئلة، كما وصف.
كتب بشرى علي في حسابه على منصة إكس أن من فوائد الحرب أنها وفرت للاعبين فرصة الدخول إلى الدول التي تمتلك إمكانيات رياضية جيدة، نظرًا لعدم أمان الوضع في السودان وسوء ظروفه.
تفاعلات وتهاني دولية :
قدم عدد من أساطين كرة القدم العربية والأفريقية وعدد من المعلقين الرياضيين والإعلاميين العرب والمدربين الكبار التهاني لمنتخب صقور الجديان والشعب السودان بفوز السودان على غانا ، ووصفوا المنتخب بأنه الأفضل الآن في أفريقيا ، كما تفنن عدد من الإعلاميين السودانيين بالداخل والخارج في وصف الفوز بالإتجاز مثل الزبير نايل والطيب عبدالماجد وأخرون.
تاريخ اللقاءات بين الفريقين :
تاريخياً، كان قد تنافس المنتخبان السوداني والغاني في إحدى عشرة مباراة في البطولات الأفريقية، حيث تمكن المنتخب السوداني من الفوز في ثلاث مباريات، بينما خسر في سبع وتعادل في مباراة واحدة.
خلاصة القول :
على الرغم من التباينات التي نتجت عن تأثيرات الحرب على الشعب السوداني، والتي تم توثيق جزء منها في هذا التقرير، إلا أن نتيجة المباراة قد غيرت المزاج العام للعديد من السودانيين على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد ارتبط هذا المزاج، خلال العام والنصف الماضيين، بمسارات الحرب المستمرة في البلاد.