اعمدة راي

د/عبد الله حسن سعيد يكتب … الشباب والتنية  1_ 2

القضارف : برودكاست نيوز

د/عبد الله حسن سعيد يكتب … الشباب والتنية  1_ 2

مقدمة :

تمر البلاد بازمات متلاحقة بعيد تفجير ثورة الشباب الديسمبرية . وهي ثورة شبابية دعت إليها عدة عوامل تفاقمت حتي أصبحت ازمة تطال كل مفاصل الدولة وتعقدت بصورة كان لابد من أحداث تغيير في نمط الحكم ومعالجة اشكالاته وتعقيداته  وليحقق طموحات الشباب في حياة آمنة تستوعب طاقاتهم الكامنة لمصلحة مستقبلهم ومستقبل البلاد  . ويعيد صياغة المجتمع السوداني لبناء دولة قوية ورائدة في كل المجالات الحيوية والحياتية ويقيم السلام الاجتماعي الذي يرتكز علي العدالة والمساواة والتنمية المتوازنة  وحلحلة الازمات الاقليمية والجهوية والقبلية التي تهدد تماسك الدولة . وايجاد فرص للعمل تستوعب طاقات الخريجين الذين تزايدت اعدادهم بصورة كبيرة فاضت علي فرص العمل العام وعجزت الدولة عن استيعابهم في مؤسساتها وخلق فرص تتناسب مع مؤهلاتهم  .

ولم تجد فرصة للعمل الخاص بسبب السياسات السالبة للنظام المصرفي والمؤسسي والمفاهيم التي طغت علي أنظمة الحكم السابقة(سياسات الولاء قبل الكفاءة وسياسات التمكين ) رغم محاولات هنا وهناك لحل الاشكالات والازمات الاقتصادية والسياسية  والاجتماعية وبسبب انغلاق الافق السياسي امام استيعاب الشباب في مفاصل الدولة لاكتساب الخبرات في إدارة الشأن العام وتفجير الطاقات في سوق العمل والتنمية بالعلم والايمان  .

ومن المؤسف ان حكومة الثورة الشبابية التي كونتها قحت بعد الوثيقة الدستورية وجاءت بمجموعة حزبية لتتقلد الحكم في البلاد لم تولي الأمر اهتمامها ولم تعمل علي معالجة الأخطاء المتراكمة التي استدعت الشباب بكل انتمائهم السياسي والمجتمعي في كل المدن بالخروج سعيا للتغيير السلمي وتكوين حكومة ديمقراطية تعالج أزمات البلاد وتخرجها من المشكل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والامني  المتفاقم . ومن الأسباب التي ادت الي فشل حكومة الثورة الانصراف الي تكوين حكومات محاصصات حزبية يتولي امر الحكم فيها مجموعة من نشطاء الاحزاب العقائدية في ظل غياب البرامج والمناهج التي تعالج الازمات المختلفة وسيطرة الحاضنة السياسية لها (قوي الحرية والتغيير ) .. واصبح الشارع السياسي عرضة للاستقطاب الذي بدأ يظهر علي السطح في الشعارات التي ملأت الساحات عند تنفيذ الاعتصام وكانت ( تسقط بس ) كناية عن عدم وجود خط سياسي ومنهج للحكم وبرنامج مفصل لكيف نحكم وكيفية معالجة الازمات التي تسببت في انهيار القطاعات المختلفة للدولة مما ادي الي سعي القوي الغربية لتنفيذ خططتها بواسطة عملاؤها بالداخل والخارج للسيطرة علي البلاد بالوكالة .

وكانت تجربة حكومة حمدوك الاولي والثانية وبالا علي الوطن تفاقمت فيه الازمة الاقتصادية والسياسية والامنية وتفجر الوضع الأمني بقيادة قحت والدعم السريع بعد طرح مسودة الدستور الذي طرحته نقابة المحامين بالوكالة وطرح التسوية السياسية او ما يسمي الاتفاق الاطاري والتمدد الذي ظهر جليا لمندوب الأمم المتحدة ومجلس الأمن فولكر ،  وبنوده الاتفاق التي تؤكد ان قحت وداعميها لا يهمهم استقرار السودان والحكم الديمقراطي بل جاءوا لتنفيذ استراتيجية غربية أمريكية  صهيوني اماراتية فرنسية  بريطانية للاستحواز وتغيير ديمغرافية البلاد والشعار أوضح تماما مستقبل الحكم في السودان وعمق الازمة التي يعيشها السودان وخطة الفوضي الخلاقة وتقسيم الشرق الأوسط وتقسيم البلاد الي دويلات حسب روابط الدم والدين  . فتحت البلاد أبوابها للتدخل الأجنبي واصبح المسرح السياسي السوداني مأزوما بتدخلات استخبارات الدول ذات الاستراتيجيات المختلفة وكل يعد الساحة لمصلحة اجندته  .

وتاهت الخطي بين المكونات السياسية المتصارعة التي تبنت شعارات العلمانية والمثلية ومجتمع الميم ومبادئ الماسونية العالمية  بدعاوي المدنية والديمقراطية . ودخل الصراع بين المكونات السياسية في قحت والاجهزة الأمنية درجة كان لابد من التدخل لتصحيح المسار وفق رؤية تحقق الاستقرار وتضع أسس التداول السلمي بعد فترة انتقالية متراضي عليها تتحقق فيها مطلوبات الاستقرار والخروج بالسودان من ازماته المتلاحقة .

.
وادي السعي للحكم بقوي الحرية والتغيير الي الاتفاق مع الدعم السريع لتغيير الحكم بالقوة وأعلنت ذلك في أقوال منسوبيها اما علمانية كاملة الدسم او الحرب و نقسم السودان طوبة طوبه ونبنيه كما نريد …. وكان الاطاري القشة التي قصمت ظهر البعير وفجرت الوضع ودخلت البلاد في نفق مظلم بتفجر الحرب بين جنود  الدعم السريع المتمردة والجيش السوداني ، وقد وصفها المحللون بأنها حرب وجودية اختلطت فيها أهداف واستراتيجيات مليشيا الدعم السريع وحاضنته والدول التي تدفعه وتتعهده بالمال والسلاح والمرتزقة وعملاء قحت الذين يمثلون الحاضنة السياسية للمليشيا وفي اطار استراتيجية الغرب لتغيير ديمغرافية البلاد .. رفعوا شعار الحكومة المدنية والديمقراطية وعاثوا في الارض فسادا تغيرت اهدافهم وآليات تنفيذها وشعاراتهم التي رفعوها وهي عنوان لحقد متنامي وخطاب كراهية تصاعد حتي بلغ شأوا بعيدا عبروا عنه بحرق المستندات التي تحفظ الهوية وتبرز سماتها ومكوناتها فاحرقت ونهبت المتاحف والوزارات والجامعات وطمست معالم البنية التحتية وامتد العبث بكل مظاهر الفوضوية والهمجية الي احتلال منازل المواطنين وقتل الأبرياء من المدنيين ونهب ممتلكاتهم واغتصاب الحرائر بلا وازع من دين او خلق او انسانية ولم يسلم الاطفال من الاغتصاب والقتل ولم تسلم النساء من كل ذلك بل وابعد من ذلك بالاتجار بالبشر وقتل الشيوخ بعد تعذيبهم ضربا وإهانة واجبارهم ليشاهدوا جرائم الاغتصاب لبناتهم امام اعينهم وهم مقيدون . وتنامي الحقد علي سكان الشمال ودولة ٥٦ دولة الاستقلال الابي ، وصور باهتة من صفحات الجرائم ضد الإنسانية ودفن الناس أحياء وتناسي المجتمع الدولي حقوق الإنسان فلم تنتصر دوله لمبدأ ظن الكل بأنه يحفظ التوازن المجتمعي ويعطي الإنسان حقه في العيش الكريم واحتراما لانسانيته ..هذا مرور سريع لما يحدث تجاوزنا فيه الكثير من التفاصيل الهامة والأمل ان نكتب عنها في مرحلة اخري …

والحديث عن الشباب عطفا علي ما سبق المرور عليه يتطلب وعي الشباب بدورهم الوطني في معركة الكرامة التي تدور رحاها بين متمردي الدعم السريع ومرتزقته الذين احتلوا المدن ونهبوا وقتلوا واغتصبوا  والجيش السوداني الذي يدافع عن الارض والعرض والدين في حرب عالمية مصغرة ضد اكثر من خمسة عشرة دولة ، ويعمل علي الخروج من هذه الازمة التي فرضت علي البلاد في أسوأ سيناريو استراتيجي هدفه الاستحواز علي الارض والقضاء علي تماسك الدولة ومحو وجودها عبر عمل غير إنساني تتخذ فيه دول محور الشر القتل والنهب والاغتصاب لتحقيق حلمها بنهاية الدولة السودانية لأسباب عديدة معلومة اهمها موقع السودان المؤثر في وسطية مميزة بين دول لها تأثيرها علي مجريات الأحداث العالمية ولمواردها العديدة في باطن الأرض وظهرها مما اختص به الله هذا الشعب وهذه البلاد كما أن الاستهداف يطال العقيدة الإسلامية وأثرها علي المجتمعات بما يتنافي وعقائد العالم الغربي الذي تسيطر عليه النظرة الدونية والذاتية التي تراعي فقط مصالح شعوبها … نسأل الله النصر العاجل والحاسم للقوات المسلحة علي الأعداء. 

كما أن مرحلة بناء الدولة السودانية بعد الحرب يتطلب وعيا وطنيا وهمة الشباب بطاقات تتفجر خيرا للوطن وعلمية وحماسا ومقدرة للبناء وفقا لمنظور وطني خالص يستوعب كل مكونات الشعب السوداني ويحقق احلام الجميع ..
اولا : دور الشباب في التنمية :

الشباب في السودان يمثلون ثقلا نوعيا وعدديا من السكان بنسبة اكثر من ٦٥% تقريبا ، ويطلق علي الفئة العمرية بين ال١٦- ٣٠ عاما فئة الشباب  ، وللأسف اشراكهم في عملية صنع القرار السياسي وفي العملية التنموية منحسر جدا والشعور بالتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي من الأسباب الأساسية التي دعتهم للعب دور اساسي ومهم في الانتفاضة التي شهدها السودان منذ ٢٠١٣  وتنامت حتي قيام ثورة ديسمبر ، ولم يطرأ تغيير علي وضع الشباب منذ ذلك الوقت الذي بأن فيه تمرد الشباب علي الأوضاع السياسية والاقتصادية وتعالي الصوت بوجوب التغيير ومدنية الدولة ، وللأسف تم استغلال المد الشبابي الداعي للتغيير من الأحزاب العقائدية وقوي الحرية والتغيير لتحقيق أهداف اخري تتركز في حكم البلاد حسب رؤيتها التي تختلف مع جوهر التغيير واهدافه …

وللشباب دور فعال في التنمية إذ انهم يمتازون بخصائص يمكن اذا احسن الاعداد ان تكون أداة تغيير إيجابي،  فهم احتسبوا كثيرا من التجارب المتراكمة والمعارف العلمية والسياسية والطاقات الجسدية الكامنة الخلاقة . ولابد من استيعاب الشباب في عملية التنمية الاقتصادية والادارة السياسية حتي نضمن المشاركة الفاعلة والحماية الطاغية للبناء .

وهنالك الكثير من مشروعات التنمية الاقتصادية التي يمكن الاستفادة من الطاقات الكامنة للشباب وتوجيهها للعمل التنموي المنهج .. وتطلع الشباب لتحسين مستوي المعيشة ورفع الدخل الاسري لتحقيق تطلعاتهم اضافة للثقة التي غرست فيهم والدفع بهم في مفاصل التنمية الاقتصادية وصنع القرار السياسي يحقق الهدف من مشاركة الشباب في التنمية .
يتبع …..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى