خالدة زاهر
أيام الممالك النوبية قبل المسيحية والإسلام، شهدت دورًا عظيمًا للنساء في المجتمع، حيث اشتهرت نساء محاربات وجسورات وسياسيات ورائدات منذ ألفي سنة.
منذ العصور القديمة، دخلت المرأة الحياة الاجتماعية والسياسية، حيث شغلت المناصب المختلفة من الطبيبة إلى المعلمة إلى السفيرة والوزيرة. يظهر المجتمع السوداني تفتحه نحو قضايا المرأة وحقوقها في تقاليده وقيمه العامة.
كتاب “نساء حكمن السودان قديمًا: نساء وملكات مملكة مروي 900 ق.م ـ 350 م” للباحث السوداني وخبير الآثار صلاح عمر الصادق، يسلط الضوء على دور نساء مملكة مروي في بناء الدولة المروية وإرث المرأة السودانية في التطور الحضاري.
هذه قائمة بنساء بارزات في التاريخ السوداني، وهن يمثلن جزءًا من إسهامات النساء السودانيات الرائدات في مختلف المجالات، فهن غيض من فيض ورمز لقوة وتألق المرأة السودانية.
خالدة زاهر : هي خالدة زاهر سرور الساداتي، وتعتبر أول طبيبة سودانية مارست هذه المهنة، وهي من مواليد أم درمان في 11 يناير 1926 وقد تلقت تعليمها الأولي في الخلوة بحي الموردة الأم درماني، ومن ثم التعليم النظامي الأولي والأوسط والثانوي بمدرسة الاتحاد العليا، وفي العام 1946
التحقت مع زوري سركسيان (سودانية من أصول أرمنية) بكلية كتشنر الطبية ونالتا بذلك لقب أول (مشترك) لامرأة طبيبة في تاريخ السودان، حيث تخرجت في العام 1952.
وقد انتظمت في عضوية الحزب الشيوعي السوداني وهي طالبة وعملت في النشاط السري والعلني. وكان لها نشاط سياسي واضح بالجامعة وشاركت في قيادة اتحاد الطلاب في أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات، حيث قادت مظاهرة نادي الخريجين الشهيرة 1946 ضد الجمعية التشريعية وتم اعتقالها.
وساهمت في تكوين أول اتحاد نسائي سوداني سنة 1952 وتولت رئاسته في أواخر الخمسينيات. وقد توفيت في 9 يوليو 2015، وكانت لها عيادة مشهورة في شارع المهاتما غاندي بأم درمان (شارع الدكاترة) اشتهرت كملاذ للنساء اللاتي لا يمتلكن أجرة الكشف فكانت تعالجهن مجانا.