اعمدة راي

الناجي الطيب يكتب … ريكاردو وفلوران .. رِدة أثمرت فرحا .. ونهضة كسرت طوق المستحيل

الخرطوم : برودكاست نيوز

الناجي الطيب يكتب … ريكاردو وفلوران .. رِدة أثمرت فرحا .. ونهضة كسرت طوق المستحيل

تبحر سفينة الهلال، والمريخ، في مرحلة المجموعات لدوري أبطال أفريقيا، وسط أمواج متلاطمة، لكن من دون أن توقفها العقبات، فالشاهد أن حظوظ الترقي لكل منهما لا تزال متوافرة بحسابات النقاط، ومع استصحاب نتائج الجولة الثالثة في النسخة الحالية من المسابقة التي بلغت منتصف الطريق نحو ربع النهائي، وعطفا على فوز الأحمر على شباب بلوزداد الجزائري بهدف، وتفوق الهلال، على القطن الكاميروني 2ـ1، وحصد كلا منهما لأربع، وست نقاط، تواليا، فإن مؤشر الرضاء من قبل الجماهير، وقبله مجالس الإدارات، يبقى مرتفعا على أداء الأجهزة الفنية، بداية بالبرازيلي هيرون ريكاردو، قائد الأحمر، ونظيره الكونغولي فلوران ايبينجي، مدرب الأزرق.

في المريخ، حضرت خطوة التعاقد مع ريكاردو، في العهد الإداري الجديد بقيادة أيمن المبارك، فكان من بين الخطوات التصحيحية داخل النادي إقالة التونسي غازي الغرايري، واستبداله بالبرازيلي، في ولاية ثانية له على اعتبار أنه تولى تدريب الأحمر، في موسم 2012، وبعد عقد من الزمان، عاد البروفيسور، ليقود المريخ، في تعاقد لم يمضي من دون انتقاد، استنادا على أن ريكاردو، ليس لديه ما يقدمه للفريق الحالي، بل إن البعض اعتبر الخطوة رِدة فنية، لا تواكب متطلبات المرحلة، ومع ذلك تسلم البرازيلي، المهمة بالرغم من النتائج السلبية التي كان يعاني منها الأحمر، على صعيد الدوري الممتاز، وجاءت البداية بمباراة هلال الساحل، كنقطة إنطلاقة فاز فيها بهدف، ثم تتابعت معها النتائج الجيدة، حتى موعد لقاء قمة النصف الأول من الممتاز، التي عرفت التعادل من دون أهداف في الجوهرة الزرقاء.

خلال فترة الإنتقالات الشتوية، فرض ريكاردو، رؤيته وجلب أربعة من مواطنيه، إلى جانب لاعب غاني، وآخر من جنوب السودان، وعقد الفريق معسكره في القاهرة، تحضيرا للمشاركة في دوري المجموعات، ورغما عن النتائج الغير جيدة في اللقاءات الودية، حطت البعثة رحالها في تونس، لمواجهة الترجي، وسط حالة كبيرة من الشك، في قدرة المريخ، على تحقيق أفضل بداية له، وحلت الخسارة بهدف متأخر، ومن بعد التعادل مع الزمالك المصري، بلا أهداف، بلوغا للفوز على بلوزداد، بهدف سجله باولو سيرجيو، المهاجم الذي اختاره ريكاردو، برفقة مواطنيه الثلاثة، ليفتح باب التأهل، في إنتظار بقية القصة، في مارس وأبريل المقبلين.

في الهلال، حضر فلوران، في أغسطس الماضي، ونجح في تصدر الدوري الممتاز، حتى نهاية نصفه الأول بـ 44 نقطة، بفارق نقطتين من غريمه المريخ، وقبلها حقق كأس السودان، على حساب الأهلي الخرطوم، مع حجز مقعد للأزرق، في مرحلة المجموعات، حيث جاءت البداية بالخسارة من صن داونز الجنوب أفريقي، بهدف، لكن حتى من قبل اللقاء الثاني أمام الأهلي المصري، ظهرت لغة الشك، في قدراته أو بالاحرى جدوى المشروع الحالي، لكن لم تمض سوى أيام قلائل حتى نجح المدرب في قلب الطاولة على الاهلي القاهري، بهدف في أم درمان، ثم الفوز على القطن الكاميروني في أرضه بثنائية مقابل هدف، فتحولت الشكوك، إلى يقين بأنه أفضل من يقود الهلال، في المرحلة الحالية.

من النقاط المهمة التي يجب المرور عبرها أن اتهامات السمسرة، كانت القائم المشترك بين ريكاردو، وفلوران، لكن حتى هذه ذهبت إلى أقرب سلة للمهملات، لأن النتائج الحالية برهنت على أن ذات اللاعبين الذين اختارهم الثنائي الفني، تصدروا المشهد وأهدوا الهلال، والمريخ النقاط القارية.

والآن تتبدل اللغة، وتتغير الرؤى، ويتحول كل إنتقاد سابق إلى انبهار بنتائج العمل حتى من قبل أن يحل موعد الحصاد في خواتيم الموسم، فهل استوعب الجميع الدرس، بأن الصبر أفضل من تعجل الأحكام المتسرعة، لتأسيس أفضل للمستقبل بدلا من العودة إلى مربع الإقالات التي لم نحصد منها في المواسم الماضية سوى ضياع المال، والبداية كل عام من محطة الصفر؟!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى