اعمدة راي

الطيب قسم السيد يكتب … ناس من هذا القبيل

بورتسودان : برودكاست نيوز

الطيب قسم السيد يكتب … ناس من هذا القبيل
شؤون وشجون :
ناس من هذا القبيل
الطيب قسم السيد
يصادف الثاني من شهر مايو من كل عام ذكرى انشاء الإذاعة السودانية.. ولقد درجت في هذا التوقيت من كل عام اما ان اخصص مقالا على عمودي الصحفي(شؤون وشجون) الذي تنقل بين الصحافة والرأي العام، والصيحة أو اعيد بعض ما كتبت بحق الإذاعة ومنسوبيها روادا،، كانوا أو شبابا..

ناس من هذا القبيل،، هذا هو عنوان برنامجي الإذاعي الذي اتفقت مع نائب مدير الاذاعة الأسبق الأستاذ عبد العظيم عوض،، الذي فاجاني مرة.،،طالبا مني استثمار زيارة عالم الفضاء الدولي المصري الأصل، الأميركي الجنسية برفسور فاروق الباز،، الذي زار البلاد قبل أعوام بدعوة من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.

ونسبة لأن الفرصة ذهبية ونادرة ،،شرعت في الأعداد لتلك الحلقة الفريدة التي لم يتجاوز الوقت بين إخطاري بتسجيلها وموعد التسجيل سوى ساعات محدوده ..

حضر عالم الفضاء المصري الأصل الأميركي الجنسية الذي كان له فضل رسم خارطة طريق هبوط سفينة الفضاء ابولو11،،على سطح القمر في أواخر ستينات القرن الماضي،، حضر للإذاعة في تمام التاسعة ص يرافقه الزميل الصحفي محمد الشيخ الذي علمت أن الاخ عبد العظيم عوض،، استعان به في الترتيب لاغتنام فرصة التسجيل مع ذلكم العالم الجليل.
لم اختر حتي تلك اللحظة،، عنوانا لتلك الحلقة والتي صارت الآن أحدي المدونات التاريخية التوثيقية في مكتبة الاذاعة السودانية.

ونتيجة لما حملته تلك الحلقة من معلومات وحقائق وآراء،، وردت في إجابات العالم الجليل،، بروفسور فاروق الباز قررت اختيار العنوان ،، (ناس من هذا القبيل) عنوانا لها واسما دائمآ للبرنامج ..ليكون منبرا للمتميزين من العلماء والخبراء وأصحاب التجارب المدهشة..رجالا ونساء..

لم أتمكن للشروط التي وضعتها لنفسي،، والتزمت بها لتكون معيارا لتحديد ضيوف هذا البرنامج،، إلا من تسجيل (خمس) حلقات فقط منه، طوال مسيرته التي قاربت العشر سنوات،، إحداها كما أشرت مع عالم الفضاء العربي الأصل،، الأميركي الجنسية بروفسور (فاروق الباز) ،والثانية مع أول مفتش بيطري بعد سودنة الوظائف بروفسور (ابراهيم يحي) ،،والثالثة مع العمدة فاطمة عمدة مدينة نيالا التي عينها والي دارفور الأسبق دكتور عبد الحميد كاشا كأول امرأة سودانية تتقلد هذا المنصب،،واخري كانت مع المزارع عثمان آدم من القضارف،، الذي منحته جامعة القضارف الدكتوراة الفخرية لاكتشافه حزمة تقنية زراعية بعنوان (السرولة) وهي استخدام المحراث العميق في عمليات شلخ محصول الذرة..

أما الخامسة،، فقد كانت عن التجربة العميقة لخبير الغابات السوداني المعتق بروفسور كامل شوقي.

 إن الذي أثار لدي هذه الشجون ،،صدفة نادرة جمعتني بأحد علماء هذه البلاد.. لم أكن أعرفه من قبل..اقترب مني في مكان عام،، وقد كنت أتحدث لآخر.. وسألني بفراسة،، هل انت الطيب قسم السيد.المذيع الذي يقرأ النشرة كل اثنين؟ قلت نعم.. فشرع في تعريفي بنفسه وقال إنه يدمن الاستماع للاذاعة السودانية،، ويحفظ برامجها وأسمماءمذيعيها ومذيعاتها عن ظهر قلب..    

لقد إستهوتني سخصية وروح الرجل.. بل العالم السوداني الذي يحفظ ويختزن في ذاكرته المتقدة،، مواقف وحكايات عن رموز الوطن الذين عاصر بعضهم..

حدثني عن طلعت فريد، وفضله في تاسيس التلفزيون السوداني،،وعن الفريق ابراهيم عبود،، الذي زار اميركا في عهد الرئيس الاميركي الاسبق جون كيندي، واهدي للامريكان سن الفيل،، ومصنوعات من الابنوس وجلد النمر ولم يطلب عونا،،حدثني عن ودمدني وهيئة البحوث الزراعية وقال انه عمل فيها، وقد كانت منهلا للعلم والبراءات العلمية..

وعن الرياضين اولاد شنكل.. ودورية،، وسانتو اخوان.. والله جابو اخوان،،واولاد حموري،، وسيد الاتيام ونادي الجزيرة،، ونادي النيل ..ومحافظي المشروع والمديرية وشيخ العرب،، والخواض وابو سنون..

وظللت استمع وادون بدرجة من الإعجاب غير مسبوقة..واتخذت قرارا حاسما لارجعة عنه،،هو ان تكون الحلقة السادسة من برنامجي (ناس من هذا القبيل)مع هذا العالم السوداني الحاضر، الزاهد البسيط، المتواضع، الذي يسكن الموردة جوار بيت الامانة ويبلغ من العمر76عاما،، المتخرج من جامعة الخرطوم في العام 1964م .والذي يقضي جميع اغراضه ومشاويره سيرا على قدمية ويمتاز ببنية جسمانية رشيقة وذاكرة حية ومتقده..انه بروفسور حسن سليمان امد الله في عمره ويسر لي واخرين تدوين ما تحمله جوانحه من علم وتاريخ.

وكل عام وانتم والاذاعة ومنسوبيها ومستمعيها بالف عافية وخير…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى