
تمر اليوم الذكرى السنوية لغياب الحوت …ويستذكر
محبوه على امتداد الوطن وخارجه ذكراه العطرة
فمحمود لم يكن مجرد فنان عابر ولكنه كان بصمة
وإضافة ونقلة لذلك ظلت سيرته حية وذكراه متقدة
ولأن الود ( الشفت ) كان أكبر من ( روحو )
لم يستوعب داخل ( محمود ) المتأجج …هدوء ( بحري ) الرصين …!! ففاض الفتى ….!!
وقد حباه الله صوتاً يفوق عمره …
فولد ( حوتاً ) وليس ( سمكة زينة ) …كحالة فنية نادرة وصريحة …..!!
فتوقف الناس عنده …( .وأدوها صنة )
رغم تشويش البعض وقتها إنو الود دا
متمرد على الغنا بشكله التقليدي ….وخارج عن النص
وبغني بي طريقتو …!!
فخشي الكبار والمحافظون أن يسوق ( محمود ) الغنا بي شارع ( الخور ) فتحفظو في متابعته …!!
( قايلنو ( محمود والنمر ) ….!!
ولم يكونو على علم أنه ( محمود الحوت ) ..!!
فدعمه الشباب ليجد فيهم الفتى حاضنة شعبية وبدأت رحلة الاقلاع والتحليق …!
وساقم الجميل بشارع ( الجمال والحور )
فارتقى ( حوته ) ….!!
وساق معاهو مئات الآلاف من الذين أدمنوا حبه وعشقوا أغنياته…
يلاحقونه من ( المكتبة القبطية ) مروراً ( بنادي التنس ) حتى ( الضباط ) وفي الشوارع والجامعات …!!
واصبح محمود دائرة مغلقة للحواتة والمحبين
….( وما بطيق لي غيرو أسمع ) …!!
والفتى يتدفق إبداعًا على المنصات ويتداعى روحاً في الليالي ويحلق بهم مصبراً إياهم واعداً بالأمل …..
وما تشيلي همك في الدموع
بحر الحزن ما ليهو قيف
راجنك الفرح الجميل
شوق إنتطار عندك نقيف
فتهتز المسارح تحت أقدامهم وهم يلوحون بالأيدي
والمشاعر لحبيبهم ( الحوت )
والذي يعلو بصوته وينزل كيفا شاء …..ويتجول بين
( القرار والجواب )
( وهي مناطق صوتية يعرفها أهل الموسيقي )
وكأنه ( يحوم ) في ( حديقة عبود )
يتفنن في أخذهم الى عوالم أخرى بعيدة
ويتجلي في سواقتم ب ( الحلا )
( وهو في أحلى من كدا )
أبقي المباهج والضريح خلينا في ضل نستريح
نعبر مدن أعمق خيال نتغني باللهج الصريح
مرسومه في لوحه جمال مرتاحه في قلبي الجريح
أبقو الصمود ما تبقي خوف
فامتلك ( الحاج ) ناصية المسارح …..التي فتحت له أبوابها
وتحول محمود الي أيقونة وظاهرة وأسطورة ….!!
وعلت صورته ظهور الحافلات ( والركشات ) ودخلت
القلوب …
( فعبر البعاتي ) ….!!
( محمود ) الفنان الوحيد الذي أجبر الأجهزة الإعلامية الرسمية على ملاحقته …وحظرها من شرف تقديمه فقد تجاوز مدى ( بثهم ) على ظهر ( الكاسيت ) وقتها وكان يوزع أكثر مما يظنون
فصنع نجوميته بعرق ( حنينه )
وكانت السلطات ترفع درجة الاستعداد لما تكون عندو حفلة …حيث يتوافد الحواتة من تحت طوب الأرض
في مواجهة مع الحكومة الراكبة ( تاتشرات )
فيصعد الفتى الى المسرح الذي يتحول إلى فيضان من
المشاعر والأحاسيس يصعب ترجمتها
وعمري ….
بعدو بالساعات عشان
خاطر مواعيدا
فيبدأ الزلزال ….!!
( الحوت ياخ )
محمود ) فنان كبير وكبير شديد ….ظلمته الحياة
ولاحقته الأقدار….وهي أحيانا ضريبة الكبار …!!
يقف على المسرح بجسده النحيل وصوته العابر
وكأنه يفجر المكان بشلالات من الموسيقى والصوت والألحان
ولطالما كنت أحسه يستلف من ( روحه ) المرهقة ويدفع ثمن البقاء عندما يردد
وكأني مديون للعذاب بكل ذلك الصدق والشجن والاستغراق
و يا وجعة الزول اليتيم
ويا حسرة القلب الرهيف
ناسي الزمان اتغيرو ……..!!
لكني ما اتغيرت أنا
في الجنان ..يا جان …!!!