
الشاي الكيني يتحدى قرار الحظر السوداني
كشفت تقارير إعلامية ، أن شركة “كوفتي”، التي تعد من كبار اللاعبين في سوق الشاي الكيني وتحتل مرتبة بين أفضل 10 مشترين في مزاد الشاي بمومباسا، لا تزال تواصل توريد الشاي إلى السودان بطرق غير مباشرة.
ففي تطور مفاجئ ومثير، كشفت صحيفة “أفريكا انتليجنس” أن أوراق الشاي الكيني لا تزال تصل إلى السوق السودانية رغم الحظر المفروض من قبل وزارة التجارة السودانية على واردات الشاي من كينيا منذ 11 مارس، وذلك في ظل تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الخرطوم ونيروبي.
وأوضح التقرير أن الشركة تقوم بتصدير أوراق الشاي الكيني إلى مصر، حيث تُجرى عملية التعبئة والتغليف، قبل إعادة تصديرها إلى السودان، لتتفادى بذلك القيود التي فرضتها الحكومة السودانية على الواردات من كينيا.
في ظل الأزمة الأمنية والسياسية التي تعيشها البلاد، قامت شركة كوفتيا أجنسيز، وهي الذراع التجاري لشركة كوفتي في السودان، بنقل عملياتها من الخرطوم إلى مدينة شندي شمال شرق العاصمة.
كوفتيا، التي تُعد من أبرز الشركات التجارية في السودان، لا تقتصر أعمالها على الشاي فحسب، بل تمتد لتشمل تجارة القهوة والسكر والأرز. وتتمتع الشركة بتاريخ طويل من الشراكة الاقتصادية مع كينيا، حيث سبق أن استضافت الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا في مقرها بالخرطوم خلال زيارة رسمية عام 2016.
جاء قرار وزارة التجارة السودانية في مارس الماضي بحظر استيراد الشاي الكيني في سياق سياسي معقد، حيث صعّدت السلطات السودانية من إجراءاتها عقب استضافة كينيا لقوات الدعم السريع.
واستُخدمت العاصمة الكينية نيروبي حينها منصة للإعلان عن تشكيل حكومة سودانية موازية وإطلاق دستور جديد من طرف الدعم السريع، الأمر الذي أثار حفيظة الخرطوم.
وفي خطوة تصعيدية أخرى، صرّح الرئيس الكيني ويليام روتو بأن بلاده “لا تزال تبيع الشاي للسودان”، ما دفع سفارة السودان في نيروبي إلى إصدار بيان في الأول من أبريل لتوضيح موقفها بشأن السياسة التجارية مع كينيا.
التقرير الصحفي وصف استمرار تدفق الشاي الكيني إلى السودان رغم الحظر بأنه “تسلل”، ما يفتح باب الجدل حول الحدود الفاصلة بين التهريب والممارسات التجارية غير المباشرة، خاصة إذا تمت عبر بلد ثالث مثل مصر.
وتُطرح تساؤلات حول قدرة الحكومة السودانية على فرض سيطرتها الرقابية على حركة الواردات في ظل الحرب، خاصة في ظل انتقال مراكز تجارية وشركات إلى مناطق جديدة كمدينة شندي.
واقع السوق السوداني لا يزال متعطشًا للشاي الكيني
رغم الحظر، يبدو أن الطلب المحلي الكبير على الشاي الكيني يدفع العديد من الشركات والموردين للبحث عن حلول بديلة. الشاي الكيني يُعد من الأنواع المفضلة لدى السودانيين، وتُستخدمه آلاف الأسر يوميًا، مما يجعل الاستغناء عنه صعبًا في الوقت الراهن