السودان يدفع بمذكرة إحتجاجية للمؤسسات الدولية ويحملها مسؤولية ما يحدث
قالت حكومة السودان إن ما حدث في معسكر زمزم للنازحين شمال مدينة الفاشر يعد تجاوز صريح لكل الخطوط الحمراء ويشكل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي.
ودفعت بعثة السودان الدائمة لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، الإثنين، مذكرة احتجاج شديدة اللهجة إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ورئيس مجلس حقوق الإنسان، بالإضافة إلى كافة الهيئات والمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، وذلك على خلفية الجريمة التي وصفتها بالبربرية، والتي تمثلت في اجتياح المليشيا المتمردة لمعسكر زمزم للنازحين العزّل قرب مدينة الفاشر.
أكدت المذكرة أن الهجوم على معسكر زمزم يمثل أبشع صور الانتهاكات لحقوق الإنسان، وخرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وأن المليشيا المتمردة لم تكن لتجرؤ على تنفيذ هذا الفعل الوحشي لولا صمت المجتمع الدولي وتباطؤه في اتخاذ خطوات حاسمة منذ اندلاع التمرد، خاصة في ظل الامتناع عن تصنيف تلك المليشيا كجماعة إرهابية رغم ارتكابها لجرائم متكررة موثقة.
وشددت البعثة على أن المليشيا تتحمل كامل المسؤولية عن الجرائم التي وصفت بأنها غير مسبوقة في التاريخ الإنساني المعاصر، سواء من حيث طبيعتها أو حجم معاناة الضحايا الأبرياء.
أرفقت المذكرة نسخة من البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية السودانية، والذي وصف اقتحام معسكر زمزم بأنه جريمة مكتملة الأركان تندرج تحت جرائم الحرب والتطهير العرقي، مشيرًا إلى أن الضحايا كانوا من المدنيين النازحين العزّل الذين لجأوا إلى المعسكر هربًا من ويلات الحرب.
لفتت البعثة إلى أن مدينة الفاشر، التي تقع على تخومها معسكر زمزم، لا تزال ترزح تحت حصار خانق تفرضه ذات المليشيا منذ ما يزيد عن عام، في تحدٍ صارخ لقرارات مجلس الأمن، خاصة القرار رقم (2736)، الذي طالب صراحة برفع الحصار فورًا عن المدينة لضمان سلامة المدنيين وتمكينهم من الحصول على المساعدات الإنسانية.
حمّلت البعثة السودانية في مذكرتها المجتمع الدولي مسؤولية مباشرة عن تدهور الأوضاع الإنسانية، موضحة أن تقاعس المنظومة الأممية والمنظمات المعنية عن اتخاذ إجراءات صارمة ضد المليشيا، شجع الأخيرة على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم، بما في ذلك استهداف النازحين، وترويع النساء والأطفال، وانتهاك الحرمات في وضح النهار.
دعت المذكرة جميع الجهات الدولية، وعلى رأسها المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان، إلى اتخاذ موقف واضح وموحد إزاء هذه الانتهاكات، والعمل على تصنيف المليشيا المتمردة كجماعة إرهابية دولية، بما يفتح الباب أمام ملاحقتها قانونيًا ومحاسبة مسؤوليها أمام المحاكم الدولية.
كما طالبت بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل حول الانتهاكات التي وقعت في معسكر زمزم، والعمل على توفير الحماية الكاملة للنازحين والمدنيين، إلى جانب ضمان إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في مدينة الفاشر وما حولها.
أكدت بعثة السودان في ختام مذكرتها أن الدولة السودانية ستواصل تحركاتها السياسية والقانونية والدبلوماسية من أجل فضح الانتهاكات، ومحاسبة مرتكبيها، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، مهما طال الزمن.
