المنوعات

الزبير نايل يكتب … حكاياتي مع الهمباتي

الزبير نايل يكتب … حكاياتي مع الهمباتي

اللصوصية وأخذ حقوق الغير بالقوة نطلق عليها شعبيا (همبتة) والذي يقوم بذلك ( همباتي) ..

لكن المفارقة أننا عندما نطالع أشعار الهمباته التي سارت بها الركبان نجدها تدعو إلى الكرم والمروءة والشجاعة والمكارم، حتى غدت الهمبتة في زمان غابر من أرفع دروب الفروسية، واكتسبت هالة جعلت من الهمباتي محل فخر وإعزاز، حيث لا يسلب الضعاف ولا يخاشن النساء لا قولا ولا فعلا ولا يهدم دارا ولا يحرق زرعا، أنظر مثلا قول ود ضحوية :

ماني شغيل بيوت بعقب بحلّ الصُرّة
وما بتْـبن الجـارة وأخون الحرّة
بـاذل مـالي للازمني واقف برّة
وسايم روحي لليوم البقولو مشرّة

والهمباتة مثلهم مثل ما يسمون (الصعاليك) في التراث العربي الذين كانوا يغزون القبائل بقصد الأخذ من الأغنياء وإعطاء الفقراء، ومن أبرزهم، تأبط شرا والشنفري والسليك بن سلكة وهم شعراء كبار . ومن همباتة الثقافات الأخرى برزت أسطورة الإنجليزي (روبن هود) الذي يقوم بسلب الأغنياء لأجل إطعام الفقراء.

في يناير من العام الماضي كنت حضورا في مناسبة زواج شقيقي محمد، لفت نظري رجل معروق الجبين تقدمت به سنوات العمر، له شارب مفتول وتحيط به مهابة، تحلق الناس حوله مستمعين، قادني الفضول لمعرفته وقيل لي إنه (أبو دومات) .. الرجل كان (همباتيا) عملاقا طبقت شهرتة أريافنا، كنت أسمع به لكنْ دون أن أقابله.. قلت يا لها من فرصة وانفردت ب (روبن هود) المنطقة بعد أن عسعس ليله وأقعده الكبر واسمعني قصصا وحكايات تشبه الأساطير ..

لي عودة لحكاياتي مع (أبو دومات ) بعد أن استسمحه في نشرها… وعندما افترقنا سمعته يردد :

الولد البخاف من القبيلة تلومو
يخلف ساقو فوق تيسا رقيق قدومو
أَمَّنْ جاب رِضْوَةْ البهم البِنَقِّرْ فُومُـو
وَأمَّـا إتْخَامَشَنْ قدح الرماد حرومو

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى