
الزبير نايل يكتب … السوداني في عيون شنقيطي
زميلنا العزيز بقناة الجزيرة (أحمد فال) الذي عاش مع سودانيين إبان دراسته في أمريكا، وخلال عمله بشبكة الجزيرة..كتب خاطرة على جدار صفحته بعد أن تشكل لديه انطباع عن الشعب السوداني لم يستلفه من مرويات أسلافه الشناقيط عن بلاد السودان..يقول :
“بعد أن خبرت السودانيين في أماكن عدة،كنت أجد صعوبة شديدة في تصور الحرب في بلادهم، لذلك أقول دائما لبعض الأحبة إن الحرب تغير الإنسان وتبعده عن فطرته،وإلا فإني أجد صعوبة بالغة في تصور سوداني يظلم أو يقتل أو يسيء معاملة أحد.
قلت لأحدهم مرة: عندما أرى سودانيا في إحدى المدن الكبيرة التي لا قلب لها، أشعر بالاطمئنان. أطمئن لأني رأيت إنسانا له قلب، يمكنه أن يواسيك وهو لا يعرفك، ويحسن بك الظن وهو لا يعرفك،ويطعمك ويسقيك وهو لا يعرفك. وأنا حتى اللحظة، لا أسمع اللهجة السودانية إلا وشعرت بالاطمئنان.
لا غرابة أن كان الحجاج الشناقطة تاريخيا لا يغريهم مكان بالمقام فيه إلا السودان. وذلك لأنهم قوم يصدق فيهم قول القائل:
ولا عيب فيهم غيرَ أن نزيلهم..
يُعاب بتضييع الأحبة والوطنْ.”
لصديقي أحمد فال أقول: إن السوداني الذي تغنيت بخصاله وانحفرت صورته في ذهنك لا يزال هو ذاته ،كريما وسمح السجايا.. وما يجري في بلادنا اليوم هي رياح غريبة تحمل بذورا سامة هبت من نفوس منخفضة الأخلاق وعارية من لباس الإنسانية هدفها اقتلاع تلك السماحة، لكنْ أطمئنك يا صديقي أن تلك الرياح لن تكون إلا نفخة في جمر مكارمهم.