
الحلو يهدد الحكومة ويهاجم ويفضح الدعم السريع
في تصعيد خطير وغير مسبوق، هدد الحلو الحكومة الانتقالية بقوله: “إذا لم تقبل الحكومة بالحل، فإن الحرب ستصل إلى بورتسودان ومروي”، في إشارة إلى استعداد حركته لتوسيع نطاق العمليات العسكرية في البلاد حال تجاهل مطالبهم. على حد قوله.
وفي تصريحات مثيرة وجريئة، قال عبد العزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية – شمال، في حوار مع قناة “الحدث”، إن الشعب السوداني سيحاسب مليشيا الدعم السريع على الانتهاكات التي ارتكبتها، وذلك رغم توقيع حركته على ميثاق سياسي مع نفس المليشيا، وهو ما أثار حالة من الجدل الواسع حول تناقض مواقف الحركة الشعبية بشأن الأزمة السودانية.
تصريحات الحلو فتحت الباب أمام انتقادات لاذعة من الأوساط السياسية والمراقبين، حيث اعتبر البعض أن حديثه عن محاسبة الدعم السريع، بينما يوقع معهم مواثيق سياسية، هو تناقض واضح يضرب مصداقية الحركة الشعبية في مقتل، ويطرح تساؤلات حقيقية عن نواياها المستقبلية.
المثير في تصريحات الحلو أنها جمعت بين التصعيد العسكري واللغة السياسية الناعمة، فبينما لوّح بالحرب، تحدث عن “الحل” بشكل عام، دون تحديد شكل هذا الحل أو آلياته، ما فسّره مراقبون على أنه مناورة سياسية تهدف إلى كسب مساحات تفاوضية جديدة وسط الفوضى الراهنة.
وانعكست تصريحات الحلو على مزاج الشارع السوداني، حيث عبرت قطاعات واسعة من المواطنين عن استيائها من لغة التهديد وتوظيف معاناة البلاد كورقة ضغط سياسية، بينما وصف آخرون التصريحات بأنها تكرس لمعادلة السلاح بدل الحوار الوطني.
وتأتي هذه التصريحات في ظل احتقان سياسي وأمني بالغ، وتصاعد العمليات العسكرية في عدة جبهات، ما يجعل أي تهديد بتوسيع رقعة الحرب، كالتلميح إلى “مروي وبورتسودان”، أمرًا في غاية الخطورة على مستقبل وحدة السودان وسلامة أراضيه.