البيان الختامي لتنسيقية تقدم.
بعد يومين من الاجتماعات التي انعقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أصدرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بيانها الختامي في الساعات الأولى من صباح الخميس.
انعقدت اجتماعات الهيئة القيادية في الفترة من 2- 4 أبريل الحالي، لمناقشة عدد من الأجندة السياسية والتنظيمية ومتابعة التحضيرات للمؤتمر التأسيسي لـ(تقدم) إلى جانب سبل وقف الحرب وإحلال السلام في السودان.
في بيانها الختامي، أشارت “تنسيقية تقدم” إلى أن اجتماع الهيئة القيادية هو أول اجتماع أرضي للهيئة منذ تكوينها.
وجاء اجتماع الهيئة قبل أيام قليلة من إكمال حرب الخامس عشر من أبريل في السودان عامها الأول، حيث أكد البيان الختامي أن الحرب لم تجلب سوى الخراب والانقسام والدمار.
تحدث البيان عن تدمير الحرب للبنية التحتية والمقدرات العسكرية للدولة، وتأثيرها السلبي على النسيج الاجتماعي وانتشار العنصرية والكراهية.
وأشار البيان إلى أن الحرب تسببت في أكبر كارثة نزوح في العالم وتهديد ملايين السودانيين بالموت جوعا.
وختم البيان بالتأكيد على أهمية تضافر الجهود لمواجهة الكوارث والمخاطر التي تهدد السودان، وعلى أهمية العمل الجماعي والتركيز على مصلحة البلاد والشعب.
تم مناقشة قضايا تطوير وتوسيع “تنسيقية تقدم” وتحضيرات المؤتمر التأسيسي خلال الأسابيع القادمة، مع التركيز على القضايا الإنسانية وقضايا وقف الحرب والرؤية السياسية والبناء التنظيمي.
أثناء اجتماع المجتمعون، تم التأكيد على أهمية دعم المجتمع الدولي للحد من آثار الأزمة الإنسانية في السودان من خلال تقديم التمويل اللازم لتلبية الاحتياجات خلال موسم الزراعة.
كما تم الاتفاق على ضرورة طلب من دول الجوار والجوار الإقليمي تسهيل إجراءات دخول السودانيين وتوفير الإقامات لهم، بالإضافة إلى توفير الخدمات الأساسية مثل العلاج والتعليم وفرص العمل.
تم أيضًا التأكيد على ضرورة توفير تعليم في الأوقات الطارئة من خلال آليات مناسبة بالتعاون مع المنظمات الدولية، لضمان استمرارية عملية التعليم العام في المناطق المتضررة وتعزيز القدرات المحلية.
فيما يتعلق بمحور وقف الحرب وإحلال السلام، تم إدانة تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين من قبل أطراف النزاع، وخاصة الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والقوات المسلحة.
تم دعوة الأطراف المتحاربة إلى وقف استهداف المدنيين والعمل على حمايتهم، مع تأكيد على ضرورة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية لمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم.
تمت الموافقة على رؤية سياسية تهدف إلى إنهاء الحرب في السودان وإعادة بناء الدولة، وستُنشر هذه الرؤية للرأي العام مع البيان الختامي للاجتماع.
وأكد الاجتماع على دعمه لكل الجهود التي تسعى إلى وقف العدائيات وتحقيق السلام من خلال حل سياسي شامل يشمل الإقليم والمحلي.
اجتمعت الهيئة القيادية وشددت على أهمية الحد من تعدد المنابر والوسطاء في عمليات التفاوض. ورأت أن هذا التعدد يمكن أن يؤدي إلى اندثار الجهود وإلى امتلاك الطرف المتعنت لمرونة أكبر في التسوق بين المبادرات.
وأعربت عن اعتقادها بأنه يجب على التفاوض الجديد أن يبنى على ما تم الاتفاق عليه في جولات سابقة بغض النظر عن المنبر الذي تمت من خلاله.
أشدها على أهمية تضمين القوى المدنية في عمليات التفاوض والتنسيق بين الوسطاء والمبادرات. كما أشارت إلى ضرورة الاتصال بالقوات المسلحة للوصول إلى اتفاق سياسي مشترك.
وفي ختام الاجتماع، دعت الهيئة إلى زيادة اليقظة تجاه قضايا الانتهاكات بما في ذلك الانتهاكات الجنسية ضد النساء.
كما دع البيان الختامي لتنسيقية تقدم إلى التواصل مع مختلف الأطراف السياسية المعارضة وعقد اجتماع تمهيدي لوضع رؤية للعملية السياسية.
وأدانت “تنسيقية تقدم” سحب تراخيص قنوات العربية والحدث سكاي نيوز، معتبرة ذلك انتهاكًا لحرية الصحافة. وناشدت الأطراف المتحاربة بعدم استخدام الاتصالات كسلاح.
واختتمت بإعلان دعمها لمؤتمرها التأسيسي المزمع عقده خلال شهر مايو.
تم دراسة جميع المذكرات المقدمة إلى الهيئة القيادية وتأخذ بعين الاعتبار الرؤى الإصلاحية المقترحة فيها. وأجازت المسودة المقدمة لجدول الأعمال والنظام الأساسي المزمع طرحه في المؤتمر.