إسماعيل محمود يكتب … أكثر من قرن وربع،،،،معركة الكرامة الثانية ومقولة صاحب حرب النهر
بورتسودان : برودكاست نيوز
إسماعيل محمود يكتب … أكثر من قرن وربع،،،،معركة الكرامة الثانية ومقولة صاحب حرب النهر
والأعوام تمضي عجلى لتعيد إلى ذاكرة الناس أجمعين إصطفاف الشعب السوداني وإجماعهم على إرادة واحدة تخلصهم من (طغمة) باغية فرضت عليهم حرباً ودماراً وتشريداً.
فالتاريخ الإنساني يقف ليدون أحداثاً كادت أن تتطابق مع تلك التي جرت قبل أكثر من 126 عاماً حينما كان الجنود السودانيون يقفون على قمة البسالة من أجل خوض معركة الكرامة ضد جيوش الغزاة بقيادة اللورد (كتشنر)،، حينما كانت كرري تحدث عن رجال سودانيين مخلصين كالأسود الضارية تسابقوا إلى معركة الدفاع عن أرضهم وعرضهم تسبقهم رغبتهم الصادقة لبذل الروح وهم يرددون (أن سدوا فرقة الموت).
واليوم تتكرر ذات المشاهد من جنود سودانيين تداعوا مستبسلين يخوضون معركة الكرامة الثانية ضد عدو عاث فساداً وحيفاً كبيراً،،،ساقته رغبة جامحة إلى الهتك والنسف والتكبر والتجبر والتعنصر ورفع سقف (الأنا) القاتلة.
ومع أن لو تفتح عمل الشيطان،، لكن شيطان المليشيا المتمردة لو تداعى يوما ما،، سيستعير ويستشهد بمقولة كاتب حرب النهر السير ونستون (تشرتشل) لما هتف قائلاً :-
(هؤلاء اشجع رجال قابلناهم) .
فحالة الإنبهار ببسالة الجندي السوداني تجاوزت محطات المليشيا وأعوانهم لتصل إلى من كان يظن يوما أن ثلاث ساعات كفيلة باذلال شعب جيناتُ التضحيات الكبيرة عنده متوارثة لأكثر من سبعة ألف عام.
كيف لا يكون ذلك كذلك،، ورغبةُ الفداء الجسورة الماجدةُ حاضرة في ذهن وقلب وروح الجندي السوداني في القوات المسلحة والمخابرات العامة والشرطة والمقاومة الشعبية في كل لحظة وفاصلة من فواصل معركة الكرامة.
فالويل ثم الويل لمن ايقظ بركان الشعب السوداني الودود وارغمه على الإنفجار،، فهاهو لتوه قد قذف حممه،،فلوحدكم أشعلتم مناقل شوائكم قرب فوّهته الحارقة المحترقة،، ففي علم الجغرافيا البراكين يصعب ترويضها مهما تكاثفت حولها الخضرة،،،، والشعب السوداني أخضر القلب والنية والعزيمة والمستقبل ولكن في جوفه بركان ثائر.
فمهما تطاول الداعمون والحاقدون ومرتزقتهم وحاولوا نسج خيوط الخوف والتخويف،، لن ينالوا من عزيمة شعب يحمل شواهد ومشاهد موغلة في مجابهة ومعاركة البغي والطغيان.
فهاهم الجنود السودانيون انطلقوا يجرفون معهم كل شيء يمضون ولا يتوقفون حتى كتابة لحظة النصر المبين.
وعلى المليشيا وأعوانها أن يتذكروا أنهم سوف لن يدعون ثبوراً واحداً بل سيدعون ثبوراً كثيرا،،، وعندها سيقف من بقي منهم مشدوهاً مثلما فعل صاحب حرب النهر تشرشل أو موهيد قبل أكثر من قرن صاحب مقولة لم ار شعباً يمضي نحو الموت ببسالة كما يفعل السودانيون.