هل سنشهد انتفاضة شعبية في السودان ؟
يشهد المجتمع السوداني هذه الايام حالة من الاستياء والغضب بعد المعارك العسكرية الضارية التي تقودها مليشيا الدعم السريع ضد القوات المسلحة السودانية في عدد من المدن والمناطق في كردفان ودارفور والخرطوم .
والتي يواجه من خلالها الجيش السوداني أكبر مؤامرة في تاريخ البلاد منذ الاستقلال . وتعمل فيها الالة الاعلامية للمليشا في تصوير انها المنتصرة والمسيطرة علي عكس الواقع .
في ظل صمت حكومى مخيف سواء كان من قبل الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبد الله او الناطق باسم الحكومة وزير الثقافة والاعلام دكتور جراهام عبد القادر مما فتح بأب الاجتهادات علي مصرعيه مع كثافة الاخبار التي تبثها مليشيا الدعم السريع أواسط المواطنيين.
كما تتواتر كثير من الشائعات والاخبار المفبركة من منبر جدة بخصوص العملية التفاوضية الجارية الان بين وفد الحكومة السودانية ومليشيا الدعم السريع المتمردة .
مع حالة من الرفض الشعبي الواسع لعملية التفاوض رغم التأكيدات بعدم التفاوض في مسائل جديدة بخلاف بحث تنفيذ اتفاق جدة السابق . الا أن الصمت الحكومي سمح للمليشيا ومن يعاونها من السياسين والناشطين ان يملاءوا الدنيا ضجيجا في كل الوسائط والوسائل الاعلامية الرسمية والشعبية .
بالاضافة الي الأحاديث التي باتت تشير الي الدور الاماراتي المتعاظم والمتطور في ما يلي دعم المليشيا عسكريا عبر مطار أم جرس التشادي بالتواطؤ والتعاون مع الحكومة التشادية . وايضا لا صوت رسمي يصدر سوأ من الخارجية أو غيرها .
تحركات أقليمية ودولية اضحت واضحة لكل الناس خصوصا أدوار كثير من دول الجوار في مساندة مليشيا الدعم السريع وما زال الصمت الحكومي سيد الموقف .
قد يكون مفهوم الصمت العسكري باعتبار أن الخطط الأمنية تعتمد في تنفيذها السرية ولكن ايضا هنالك من يرى في القليل من البيانات والتصريحات والتطمينات وبث الروح الجيدة في أواسط الشعب السوداني عسكرين وشعبيين ضرورة تقتضيها الحال .
فالمواطن السوداني الذي فقد كل شي ولاقى ما لاقى من انتهاكات انسانية ومادية ما زال داعما ومساندا لقواته المسلحة وقيادتها فقط ما يحتاجه وجودها في حيرته للاجابة علي بعض من قليل القيل من استفهاماته.
والان بدأ المجتمع السوداني يسرع من وتيرة تحركاته لمواجهة المؤامرة التي يعي حجمها ويطوق الي المشاركة في تكسيرها كظهير قوي ومتين لقواته المسلحة .
فالان يشهد الشعب السوداني حالة من الاستنفار والتداعي للخروج للتعبير أولا عن رفضه للتدخلات الخارجية ومن ثم الاصطفاف في مجموعات قتالية مع الجيش لمواجهة الدعم السريع الذي تمادى وتطاول علي كرامة الشعب السوداني الكاظم الغيظ .
ظهرت دعوات تحت مسمى جمعة الغضب التي لاقت قبولا وتجاوبا كبيرين من كل فئات المجتمع السوداني لتحقيق اهداف تم حصرها في :
1- تسليح المستنفرين .
2- طرد السفير الإماراتي .
3- المطالبة بتكوين حكومة حرب .
4 – إعلان قحت كيان إرهابي .
5- إقالة كل ولاة الولايات المحسوبين علي قوى اعلان الحرية والتغيير .
6 – إعلان التعبئة العامة والجهاد لكل القادرين .
في الأمة السودانية أمام انتفاضة شعبية جديدة للدفاع عن وجودها المهدد بالتأمر الخارجي والتوطؤ الداخلي كمهدد لكيانها وبقاءها .
الشعب السوداني الذي رفض الانكسار علي تاريخه الطويل هل ان الاوان ليعيد التاريخ ويبقي مجد امته وتاريخها النضالي البطولي التليد.
هل وصل الغضب السوداني ذروته وزاد علي صدور صحبه في ظل التطاول الذي تمارسه تلكم الدويلة ومن معها من دول الجوار.
هل سنشهد انتفاضة شعبية في السودان ؟ اذا نحن علي موعد جديد مع المجتمع السوداني الآبي الذي لم ولن يرضى ( الحقارة ) .
محمد الحسيني