اعمدة راي

عقيد مادبو يكتب .. ما بين تصريح العطا وتوقعات عقار نهاية المليشيا

بورتسودان : برودكاست نيوز

عقيد مادبو يكتب .. ما بين تصريح العطا وتوقعات عقار ستكون نهاية المليشيا

تصريح السيد نائب رئيس مجلس السيادة القائد مالك عقار لم يأت من فراغ بل هو نتيجة لرصد وتحليل معطيات المعارك الدائرة الان، وبالنسبة للسيد عقار فهو قائد عسكري له خبرة قتالية طويلة ويتمتع بذهنية عملياتية وفكر عسكري يحلل سياقات عمل الأطراف المشاركة في المعركة ونقاط قوتها وضعفها وتحالفاتها والتكتيكات القتالية المتبعة، وقد جاء تصريحه حاملاً ملامح المرحلة القادمة في السودان وهي الإنتصار في الحرب على المليشيا، ولذلك أقول أن توقعاته بنهاية الحرب عبر الحسم العسكري صحيحة.

والحقيقة أن كل المعطيات تشير إلى أن المليشيا بدأت في التراجع امام القوات المسلحة في العديد من المحاور والمناطق خاصة بعد استخدام الجيش لأسلحة نوعية جديدة وإنتشاره وإنفتاحه في مناطق كانت سابقاً تتواجد بها المليشيا، وهناك دليل واضح على هذا التراجع وهو أن المليشيا طوال الفترة الماضية لم تحقق انتصار في أي معركة خاضتها ضد القوات المسلحة ولم تنجح إلا في دخول القرى الآمنة الخالية من الوجود العسكري وترويع المدنيين وقتلهم ونهب ممتلكاتهم والإكتفاء بالتدوين العشوائي على احياء المدنيين في سنار وامدرمان، وهذا اللجوء إلى تكتيكات قصف المناطق الآهلة بالسكان والإعتداء على المرافق الخدمية وخاصة المستشفيات دليل دامغ على انهيار المليشيا وفقدانها للقيادة والسيطرة على الميدان، وظهور المتفلتين الذين يحاربون بإسمها، ودخول عصابات من منطقة الساحل الإفريقي ومن ليبيا ترتدي ملابس “الدعم السريع” وتحارب باسمه وهذه المليشيا الان تحاول استعواض خسائرها في الأفراد بطلب المدد من ليبيا، وهناك بالفعل معلومات عن تحرك قوة للمليشيا من معسكر الكتيبة 106 ليبيا في طريقها إلى الفاشر ونيالا.

يتسق تصريح السيد مساعد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا مع تحليل وتوقعات السيد مالك عقار بإنتهاء الحرب بين الجيش وقوات مليشيا آل دقلو المدعومة أماراتياً قبل نهاية هذا العام، ويعتبر تصريح العطا نوع من أنواع الإفصاح التكتيكي المتعلق بتحقيق أستدامة عمليات معركة الكرامة وإبراز المخاطر الجوهرية التي ستواجه العدو واعلان النوايا والأهداف المستقبلية في إطار الإستراتيجية العامة لإنهاء التمرد وكسب الحرب، وبالطبع هناك تحليلات اخرى من جهات داعمة أو موالية للتمرد حاولت التقليل من تصريح مالك عقار ولكنها تغفل وتتناسى أن مسألة دخول أسلحة نوعية جديدة في المعارك في هذا الوقت سيساهم في إحداث تحول كبير في سير العمليات ومجريات المعارك على الأرض، ويمكن لأي مراقب أو محلل حصيف أن يرى نتائج استخدام هذه الأسلحة خلال الإسبوع المنصرف خاصة في محور عمليات مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور وفي العاصمة بمدنها الثلاث امدرمان والخرطوم وبحري وكذلك في ولاية الجزيرة، حيث باتت المليشيا تتلقى ضربات موجعة يومياً دفعتها للإنسحاب من بعض المناطق وفرار كثير من أفرادها في عودة عكسية إلى مناطقهم وقراهم بدارفور وكردفان، وهذا الإنسحاب غير المنظم أدى بسبب تكدس القوات في بعض المناطق إلى حدوث متغيرات جديدة ووقوع مواجهات واشتباكات بالسلاح بين عناصر ومجموعات المليشيا ومثال لذلك ما حدث بالأمس القريب بمنطقة ام روابة من اقتتال وهلاك عدد من القادة والأفراد.

عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى