الولايات المتحدة هل فشلت في إدارة الصراع في السودان
تتجه الولايات المتحدة نحو تغيير سياسة العصا والجزرة في التعامل مع الصراع في السودان بين الجيش وعناصر الدعم السريع. حيث أظهرت هذه السياسة عدم قدرتها على التأثير بشكل فعال، سواء عن طريق المفاوضات أو العقوبات. الولايات المتحدة تعترف بأنها في حاجة إلى رؤية واضحة واستراتيجية قادرة على تحقيق تأثير إيجابي في السودان.
بالنظر إلى الوضع الإنساني الصعب في السودان، بدأت الولايات المتحدة في التحرك بطريقة تظهر اهتمامها بحل الأزمة وتقديم الضغط على الأطراف الصراعية للتوصل إلى حل. وهذا يتضمن التأمين على فرض عقوبات جديدة التي قد تجبر الأطراف على العودة إلى الطاولة للتفاوض.
وفيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الأميركي، فإنه يؤكد على خطورة الوضع الإنساني في السودان ويشير إلى استعداد الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات جديدة في حالة وجود معلومات إضافية تثبت تصرفات الأطراف. الولايات المتحدة تعبر عن التزامها بالقيام بكل ما في وسعها لوقف الصراع ومنع ارتكاب انتهاكات تحرم الشعب من الحرية والسلام والعدالة.
قد لا يكون موقف الإدارة الأميركية من الصراع في السودان واضحًا بشكل كافٍ. بدلاً من ذلك، تعاملت الدوائر السودانية مع هذا الموقف كمحاولة لتوضيح رغبة واشنطن في عدم ترك السودان دون رقابة لفترة طويلة. يُعتبر فشل مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع سببًا محتملاً لتفاقم العقوبات من دون تمييز بين الجانبين.
في حدث آخر، دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجيش والدعم السريع إلى وقف القتال والامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي. يبدو أن هذا الخطاب الأخير يأتي بدوافع إنسانية أكثر من سياسية، وذلك بسبب ارتفاع عدد الضحايا في السودان والتأثير الإنساني للصراع.
تظهر واشنطن كمن يتجنب فرض ضغوط قوية عليه. ومع ذلك، قد يضطر التصاعد في الأزمات الإنسانية الولايات المتحدة إلى التدخل بشكل أوسع في المستقبل.
موقف واشنطن الرمادي يشجع الميليشيات والجماعات المسلحة على الانقضاض على السلطة بالقوة، ويفتح تأويلات بأنها تدعم الانقلا.بات العسكرية، وفي السابق كانت مواقفها رافضة للسيطرة على السلطة بالقوة، مما يجعل التوجه الحالي مخالفًا لمبادئ السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
ومع ذلك، هناك تعقيدات تواجه واشنطن بشأن التعامل مع السودان، حيث ترى أن عددا من العناصر العسكرية داخل الجيش تتبنى رؤى التيارات الإسلامية، مما يتناقض مع المصالح الأميركية.
لذلك، تجذبها أكثر نحو عدم دعم أي من الطرفين. هي تأمل في المقابل أن تدور معارك تفضي إلى إضعاف القوة القتالية لطرفي الصراع، وإعادة النظر في تشكيل جيش سوداني يراعي مصالحها في المنطقة.
تعود واشنطن إلى إشهار سلاح العقوبات في وجه قيادات سودانية كلما زادت حدة الصراع أو فشل مسار المفاوضات.