الطيران الحربي السوداني يفرض واقع جديد ويضع الرئيس التشادي أمام تحدي صعب
تسببت طلعات الجو للطيران الحربي مؤخرا في خسائر كبيرة وسط قوات الدعم السريع وفقدان الكثير من قوتها المستجلبة من الجوار الافريقي.
وأفادت مصادر من داخل صفوف قوات الدعم السريع أن اوضاع العديد من أفراد الدعم السريع شهدت تدهورا ملحوظا في الآونة الأخيرة، وذلك رغم استمرار خط المواجهة الحالي في السودان. وقال مراقبون ان الضربات الجوية المتزايدة التي تشنها القوات المسلحة، رفعت عدد القتلى والجرحى من قوات الدعم السريع مما ابعدهم عن القتال المباشر.
وأدى القصف المستمر والظروف القتالية الصعبة والخسائر الكبيرة في صفوف قوات الدعم السريع إلى توترات داخلية كبيرة، حيث ظهر الامتعاض على الوضع بشكل خاص في أوساط مجموعة من المرتزقة الذين تم استجلابهم من مختلف البلدان للقتال في صفوف قوات الدعم السريع، خاصة من تشاد.
على صعيد آخر لا يزال السودان محور الاهتمام الدولي حيث تتعرض كل من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لضغوط خارجية كبيرة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
واوردت تقارير صحفية ان المبادرات التي يروج لها الغرب تهدف لتجميد النزاع على طول خط ترسيم الحدود الحالي، بمشاركة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتشير التقارير الى ان مثل هذا السيناريو، على الرغم من أنه سيؤدي إلى تقسيم البلاد، إلا أنه يمكن أن يوقف القتال، وفي ظل هذا الواقع الجديد، يخاطر العديد من المسلحين بانتهاء الحوجة إلى خدماتهم وانتهاء ارتزاقهم.
ويقول خبراء متخصصون إن توقف القتال سيقلل تمويل الصراع السوداني، مما يجبر المسلحين على البحث عن مناطق جديدة للنهب والسلب. وفي ظل هذا، ينظر المرتزقة الأجانب في قوات الدعم السريع بشكل متزايد الى مستقبلهم ويبحثون عن سبل للخروج من هذا الوضع الصعب.
وقد بدأ القادة الميدانيون وأفراد بقوات الدعم السريع يدركون أنهم سيفقدون إمكانية الوصول إلى الموارد وفرص الإثراء في ظل السيطرة الدولية والعزلة السياسية.
وإذا ما تم تجميد الصراع بالفعل، فإن قوات الدعم السريع ستفقد النفوذ الرئيسي الذي سمح لها بالاحتفاظ بالسلطة والاحتفاظ بمكانتها في البلاد. وفي هذا السياق، يتزايد عدد مقاتلي قوات الدعم السريع الذين يفكرون في بدائل أخرى للإرتزاق.
ومن ناحية أخرى، أدى تدهور الوضع في السودان إلى خلق فرص جديدة لافراد قوات الدعم السريع في تشاد المجاورة. فالانتخابات البرلمانية المقبلة في تشاد تتيح فرصاً للراغبين في استخدام مواردهم مقابل الحصول على امتيازات سياسية.
فمقاتلوا قوات الدعم السريع التشاديين، الذين اكتسبوا خبرة كبيرة في القتال في السودان ولديهم مخزون كبير من الأسلحة، يرون أن الفرصة سانحة ليس فقط لتأمين مواقعهم بل أيضاً للاستفادة من الواقع السياسي الجديد.
وبفضل الروابط العائلية العديدة التي تربطهم بتشاد، قد يعودون إلى بلادهم ويدعمون القوى السياسية التي تربطهم بها قرابة.
الشاهد ان عودة المسلحين التشاديين من السودان ستشكل ضغطًا كبيرًا على الرئيس التشادي محمد ديبي. ولن تغفل القوى الدولية من استغلال هذا الوضع، حيث انها تبحث عن أدوات ضغط جديدة على تشاد.
كما وضح ان هناك اهتمام خاص من فرنسا بالحفاظ على آخر معاقلها في الساحل، والتي تراجع تأثيرها على ديبي بشكل كبير في ظل فتور العلاقات بين فرنسا وتشاد.
ان عودة المسلحين إلى تشاد من شأنها أن ت. شكل تهديدًا أمنيًا دائمًا للحكومة الحالية.
الرئيس ديبي، الذي بدأ حياته العسكرية إلى حد كبير بمحاربة الجماعات المسلحة، يواجه الآن تحديات جديدة في المستقبل القريب. وستشكل قوات الدعم السريع قوة من شأنها تعقيد موقفه وإضعاف وضعه الداخلي.