الزبير نايل يكتب … شمس العرب تشرق من المغرب
من أغادير جنوبا إلى طنجة على تخوم إسبانيا، ومن الدار البيضاء على المحيط الأطلسي إلى وجدة في جبال أنكاد، وبالوجدانين العربي والأمازيغي وهيبة وجلال جامع القرويين وأكف الصالحين المتضرعة في فاس ومكناس أبحرت أشواق الملايين من المحيط إلى الخليج مع أسود الأطلس وهي ترفع البيارق والرايات لخوض موقعة (الثمامة) مع المنتخب الكندي بالدوحة.
على وقع هتافات ارتجت لها المدرجات التي تدثرت باللون الأحمر، دخل المنتخب المغربي وعلى أكتافه أثقال تحقيق الحلم العابر لحدود بلاده وإرواء شفاه أضناها العطش في الصحارى والسهول للجلوس على مقاعد الكبار..
ولأن الرائد لا يكذب أهله فقد عجّلت الأسودُ في بواكير زمن المباراة بتقديم (الحَريرة) كمقبلاتٍ لجمهورها الذي ينتظر الوجبة الشهية التي ربما صاحبتها (بِيصارة) طنجية إرضاء للمدرب وليد الركراكي..
جلس ابن خلدون هذا المساء في فناء داره في مدينة طنجة ورياح الشتاء تنعش روحه وقلّب صفحاتِ مقدمته الشهيرة (مقدمة بن خلدون) فما وجد مكانا مناسبا غير صدرها ليكتب فيه عن مشاهدة فارقة في أسفاره، ومنها أن أسودا أطلسية زأرت وزمجرت كالرعد في أمسية على شط الخليج أمام منتخب كندي جاء بآمال عريضه لكنها تبددت مع زئير أسود المغرب.
وعندما كان السجال على أشده ومثارُ النقع فوق رؤوس الجميع، لاعبين وجمهورا، كان القاضي عياض في دولته المرابطية يعكف على صياغة قرار الحُكم بعد توافر كل الحيثيات أمامه وجاء النطق بالحكم:
ترفع القبعات لأسود الأطلس ولهم النياشين والأنواط وكل الزهور والورود فقد ترجموا أحلام الملايين وأسعدوا حتى الصغار وجعلوا الفاتح من ديسمبر تاريخا مزهرا في الفضاء العربي في هذا المونديال التاريخي …
مبروك الصعود لأسود الأطلس …
الزبير نايل