الزبير نايل يكتب … دينٌ مستحق حان وقت رده
مشاهدات مونديالية ( الأخيرة)
دينٌ مستحق حان وقت رده
على مدى (28) حلقة من (مشاهدات مونديالية ) هي أيام مونديال قطر التاريخي، وبعد أن سمعت الصافرة منكم ظللت أركض مع حكام المباريات رغم أن رشاقتي كانت دائما تخذلني.. اتنقل بين المدافعين والمهاجمين واسمع كرير صدورهم..
أجلس خلف الشبكة ومن خلال ثقوبها أنظر في أغوار بعيدة.. أصعد وأهبط المدرجات لاهثا.. وانسرب بين أرتال المشجعين الذين جاءوا من كل فج عميق .. أتماهى أحيانا مع أهازيجهم وأتفرس وجوههم أحايين أُخر ..
أنا لست رياضيا ولا أفهم تفاصيل اللعبة، ولا قدرة لي على فك طلاسمها..لذلك كنت أتحايل وأغافل رجل الخط حتى لا أقع في مصيدة التسلل وابتعد عن الخشونة تجنبا للبطاقة الصفراء وأتحاشى مصادمة الحكم خوفا من رفع البطاقة الحمراء،حاولت التسديد من خارج منطقة
الجزاء أفلحتُ مراتٍ وخابتْ بعض رمياتي..
كنت أقف في دائرة السنتر حتى أكشف الملعب، واستدعي التاريخ من خلال الجغرافيا لأزاوج بينهما، وعند خط التماس نقبت في سيرة الرموز والمدن واسقطتها على المستطيل الأخضر ، وأنقل بإيماءة خفيفة من كورنر الملعب بعض طبائع وثقافات شعوب المونديال وأحاول استنطاق تلك الألسن لتتحدث بروح المحبة والتضامن والإنسانية..
هزتني مواقفُ صغيرة وتركت بصماتٍ في نفسي ،لو تيسر لي الأمر سأعيدُ تسجيلها، وتعززت قناعتي أن سكان هذا الكوكب لو تواضعوا على فضيلة الحب لعاش عالمنا في سلام ،وتيقنت أن الرياضة مظلة مثالية لجمع الشتات ورتق الخلاف …
كان صدى تعليقاتكم على ما أكتب بمثابة هتاف المشجعين، وكان دفق مشاعركم مداد كلماتي.. شكرا لكل من قال كلمةً طيبة وأبدى ملاحظة قيمة وتفاعل بصدق ومودة.. شكرا للذين مروا كراما والذين قالوا سلاما والذين شكلوا حضورا دائما ببذل صادق مشاعرهم..
شكرا لكم أحبتي على رفقتكم المحبة والدافئة في رحلة المونديال…
وعلى دروب المحبة نلتقي …