الزبير نايل يكتب … أسود الأطلس ..أتيتم بما لم تستطعه الأوائل
سطرتم في سفر الأمجاد صفحة متوهجة أضاءت كل النفوس، جعلتمونا لأول مرة نشتم رائحة الفرح بعد أن انسربت في مساماتنا وقفزت بأحلامنا.. تغلغلتم في تفاصيلنا لدرجة جعلت الأمهات يهدهدن صغارهن على أنغام (إيهو مبروك علينا)..
أسود الأطلس .. أي فرح هذا الذي صفق له سعف النخيل في العراق، ورقصت له ضفاف النيل وارتج له سد مأرب، وتعانقت فيه أمواج البحر والمحيط والخليج، وتفتقت فيه كل المياسم لتخرج لنا الزهر والورد ولوزات القطن وسنابل القمح.
دخلتم الميدان لخوض المعركة مع بطل الكأس فرنسا تحت رايات النصر والعزة والشموخ، ووحدتم الشعور بشكل لم يسبق له مثيل واتعبتم قلوب الملايين بالفرح، كنتم نعم الساقي ونعم الساعي لذرى المجد.
المباراة بين المغرب وفرنسا جرت تحت ظلال السياسة والتاريخ ..لاحت أطياف من فجاج بعيدة فيها ما فيها واعتملت النفوس في الميدان والمدرجات والمدن،لذلك نزل اللاعبون بأقدامهم والمشجعون بقلوبهم والكل يتملكه إحساس بالنصر العظيم أيا تكن النتيجة ..
كان ما كان في مجريات المباراة..وقدم أسود الأطلس ملحمة بطولية تظل مطرزة بخيوط الجسارة وأحرف النور حتى بلغتم بنا سدرة منتهى الفخر ..
شكرا أسود الأطلس بلا سقف أو حدود فقد تجاوز الفرح بكم كل الحدود.. شكرا عميقا لكل قطرة عرق سالت من جباهكم الطاهرة
لتبني لنا مجدا .. شكرا لأنفاسكم التي استردينا بها ثقتنا وفردوسنا المفقود