التنمر والعنصرية كادت أن تحرم منتخب السودان من أحد مقاتليه
أدت التعليقات المسيئة والتنمر على وسائل التواصل الاجتماعي إلى معاناة كبيرة دفعت لاعب منتخب السودان لكرة القدم، جون خميس (مانو)، للتأخر في الانضمام إلى بعثة منتخب بلاده المتوجهة إلى أنغولا.
قدم مانو، لاعب نادي الهلال السوداني السابق والاهلي الليبي الحالي، اعتذاره عن الانضمام إلى بعثة الفريق المتوجهة إلى أنغولا لمواجهة “صقور الجديان” في مباراة التصفيات الأفريقية، ولكن تدخلت جهات سيادية لإقناعه بالالتحاق بزملائه.حسب التقارير الرياضية السودانية، فإن مهاجم صقور الجديان والأهلي بنغازي “جون مانو” انفجر بالبكاء بشكل شديد قبل ساعات من مغادرة بعثة المنتخب، بعد أن شاهد العديد من التعليقات التي تتناول فيديو له وهو يعزف على البيانو، حيث تعرض للتنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
توجهت التعليقات السلبية والمهينة نحو الصليب الذي يرتديه، حيث تضمنت بعض هذه التعليقات إساءات وبعضها الآخر سخرية من اللاعب، الذي تأثر بشكل كبير واعتذر عن عدم مرافقة بعثة المنتخب.
حاول الطاقم الفني والإداري للمنتخب السوداني وزملاء اللاعب مساعدته على تخفيف الضغط النفسي، وتشجيعه على التغلب على تلك التعليقات وعدم الانتباه لها.
لاحقًا، تواصل “جون مانو” مع البعثة وأعرب للجميع عن اعتذاره الشديد وأسفه لعدم تمكنه من السفر، معبراً عن استعداده للانضمام إلى البعثة فيما بعد.
وانتهى الإداريون من إعداد حجوزات اللاعب الذي يغادر جوبا، عاصمة جنوب السودان، متوجهًا إلى أنجولا.
وصف وكيل اللاعبين السوداني ميسر مجذوب ما حدث لمانو بأنه شيء غير عادي.
كتب مجذوب على موقع (فيسبوك) قائلاً: “الهجوم العنصري والتنمر الذي تعرض له المهاجم الشاب واللاعب المتميز، جون مانو، أمر غير مقبول تماماً، وقد عرفته مانو لسنوات طويلة.”
منذ أن كان ناشئاً في نادي كوبر ويمثل منتخب الشباب السوداني.
وأضاف: “الكثيرون لا يعرفون أن لدى جون مانوا رصيداً جيداً من المباريات الدولية مع المنتخبات السودانية المتنوعة، بل كان قائد منتخب الشباب وقائد المنتخب الأولمبي في عدة مناسبات”.
وصف مجذوب جون مانو بأنه شاب مرح، لطيف، وذكي.
وأشار إلى أن اللاعب نشأ في أمدرمان وقضى طفولته في أجواء من السلام، كما وصف ذلك.
وقال: “ويمكنني أن أؤكد أنه للمرة الأولى يتعرض لهذا الهجوم العنصري والتفرقة الطائفية من قبل السودانيين بشكل شرس وغير مبرر.”
وتساءل: “لماذا لا أستطيع فهم ذلك؟ الشعب بعد الحرب تغيّر وأظهر أسوأ ما فيه، فما الذي يحدث يا إخوان؟”
واختتم بالقول: “يا أخي، مانو سوداني أكثر مني ومنك، بالتوفيق يا صديقي، وتقدم إلى الأمام، ما لا يقتلني يقويني”.
من جانبها، أعلنت الصحفية الرياضية ناهد الباقر وقوفها مع لاعب المنتخب الوطني السوداني جون خميس بشأن ما تعرض له.
كتبت ناهد اعتذارًا لجون مانو حيث أعربت عن كامل احترامها وتقديرها للاعب الرفيع جون مانو، الذي قدم أداءً رائعًا في ميادين كرة القدم، اللعبة التي يفهم الجميع لغتها. كما أكدت على أن من أهداف اللعبة نشر التسامح الديني ومحاربة العنصرية بين شعوب العالم.
وأشارت إلى أن اللاعب تلقى تعليقات يمكن وصفها بأنها (سخيفة وغير متعلمة) من بعض متابعي الصفحة بعد نشر الفيديو الذي عبر فيه عن سعادته بالفوز على منتخب النيجر.
وأضافت ناهد: “أقدم اعتذاري الكامل للاعب وأسرته بسبب تعليقات بعض الأشخاص الذين يزرعون الفتنة وأصحاب الأجندات. وبناءً عليه، ستقوم الصفحة باتخاذ إجراءات قانونية ضد أي شخص يتجاوز الحدود ويستخدم ألفاظًا مسيئة أو ينشر تعليقات تسيء للأديان أو تحمل كراهية أو عنصرية.”
وأضافت: “أبعث بتحية من الحب والاحترام والتقدير لعائلة اللاعب، التي ينبغي أن تفتخر وتعتز بأن ابنها يحمل لواء الحب والسلام ويعمل على نشر المحبة في ملاعب كرة القدم، فهو أفضل سفير لهذه القيم في ليبيا”.