إسماعيل محمود يكتب … معركة الكرامة … المحكات الصعبة وإنتاج الوعي الوطني
بورتسودان : برودكاست نيوز
إسماعيل محمود يكتب … معركة الكرامة … المحكات الصعبة وإنتاج الوعي الوطني.
ونحن شعبٌ قديمٌ ضارب في القدم،، فسيفساء متفردة،، متعددة تنطوي على كل اللحظات،، مختلفةِ الأمزجة بحلوها ومرها،، التي صعدنا فيها إلى منصات الإنعتاق او تلك التي أجبرتنا على العودة إلى ما يقارب الحضيض،،،
بفعل بني جلدتنا او بصنيع تكالب الطامعين من جغرافية أخرى وتأريخ مختلف،،إلى أن وصلنا لحظة الغدر الكبرى،،
حرب منتصف أبريل 2023 والتي إندلعت بتمرد الدعم السريع وبتدبير وتخطيط من ثلة من الداخل والخارج كشفت عن ضخامة المكر السيئ ضد السودان بأرضه وشعبه وتأريخه،.
وبعد إنصرام عام كامل من التقتيل والتنكيل والتشريد الذي مارسته المليشيا المتمردة،، يخرج علينا أحدُ عناصر الفكر المليشيوي منهم في مقطع فيديو قبل أيام وهو (يمتشق) سيف سخريته متوعداً جموع الشعب السوداني بمزيد من التجريف والنهب والتدمير،،،
زاعماً أن ذلك هو الطريق الذي سيقود جموحهم إلى إنبات مملكتهم وطموحهم إلى إشعال نفق نفاقهم وعجرفتهم،.
بل ذهب إلى أبعد من ذلك حينما إدّعى أن ما كتبه الشعب السوداني من لدن ما قبل كوش إلى فجر الحركة الوطنية لا يعني شيئ امام ما تم التخطيط له من شتاتهم ومن شايعهم في تشتيت وتفتيت عضد الوجود السوداني،.
فعلى أية حال سيظل ما هتف به هو وأمثاله في أضيق زوايا الهزيان وضروب الخطرفة ودروب الجبن،، لأن قلم معركة الكرامة قد كتب كلماته ليمضي الماضون في دك تحصيناتهم وتطهير خبثهم،،.
فالشعوب الحرة القوية تعرف كيف تتغلب على المواقف التحديدية وتفهم سياقات تجاوز الصعوبات والخروج من ورطات اللحظات المعقدة الصعبة،.
وحينما يفرض عليها الأعداء حرباً خاسئة تدركُ كيف تقودهم الى أشراك الخسران والتوهان،،.
فمن (جراب) التجارب القاسية التي عاشها السودانيون برزت عبقرية الصبر واستغلال القوة في استراتيجية الحرب كما ذكر فيلسوف الحروب الصيني (سون توزو) الذي مازالت تمخضاته على مر السنين مصدرَ إلهامٍ للعديد من القادة والشعوب التي تواجه غدر العملاء والأعداء والمرتزقة.
والقوات المسلحة وبقية القوات النظامية والمقاومة الشعبية أصبحت تضاهي (سوون تووزو) خبرةً وتخطيطاً استراتيجياً طويل الأمد في إدارة معاركها ضد التمرد،، وبذلك يبرز فهمٌ سودانيٌ عميقٌ ينتج في كل يوم،، رؤية نتائج محتملة في الميدان ويكون حاضراً لأي موقف قد يحدث.
فسيظل الشعب السوداني بجيشه وأمنه وشرطته ومقاومته ممسكاً لعُروة الوطن الوُثقى حتى لا ينفرط عقدُه المنظوم منذ أكثر من سبعة ألف عام،،، لا يضره في ذلك بعض الجراحات وإن كانت مؤلمة،، فدوماً الآلام العظيمة تنتج الشعوب الأكثر عظمة،، والتجارب والمحكّات الحرجة تقود الي ميلاد بصيرة وطنية ثاقبة تهدي الناس الي الخلاص،.